وقال يعقوب بن شيبة سمعت علي بن عبد الله وقيل له روى شبابة عن شعبة عن بكير عن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر في الدباء فقال علي أي شئ تقدر أن تقول في ذاك يعني شبابة كان شيخا صدوقا إلا أنه كان يقول بالارجاء ولا ينكر لرجل سمع من رجل ألفا أو الفين أن يجيئ بحديث غريب. قال يعقوب وهذا حديث لم يبلغني أن أحدا رواه عن شعبة غير شبابة وقال ابن سعد كان ثقة صالح الامر في الحديث وكان مرجئا وقال العجلي كان يرى الارجاء قيل له أليس الايمان قولا وعملا فقال إذا قال فقد عمل وقال صالح بن أحمد العجلي قلت لابي كان يحفظ الحديث قال نعم وقال البرذعي عن أبي زرعة كان يرى الارجاء قيل له رجع عنه قال نعم وقال أبو حاتم صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به.
وقال ابن عدي إنما ذمه الناس للارجاء الذي كان فيه وأما في الحديث فلا بأس به كما قال ابن المديني والذي أنكر عليه الخطأ ولعله حدث به حفظا. قال أبو محمد بن قتيبة خرج إلى مكة وأقام بها إلى أن مات وقال البخاري يقال مات سنة (4) أو (255) وقال أبو موسى وغيره مات سنة (256). قلت: وذكره ابن حبان في الثقات وحكى الأقوال الثلاثة في وفاته وزاد لعشر مضين من جمادي الأولى وقال البخاري في تاريخه الأوسط والصغير مات سنة (6) وقال أبو بكر الأثرم عن أحمد بن حنبل كان يدعو إلى الارجاء وحكى عنه قول أخبث من هذه الأقاويل قال إذا قال فقد عمل بجارحته.
وهذا قول خبيث ما سمعت أحدا يقوله قيل له كيف كتبت عنه قال كتبت عنه شيئا يسيرا قبل أن اعلم أنه يقول بهذا وقال عثمان بن أبي شيبة صدوق حسن العقل ثقة.
وقال أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج حدثني أبو علي بن سختي المدائني حدثني رجل معروف من أهل المدائن قال رأيت في المنام رجلا نظيف الثوب حسن الهيئة فقال لي من أين أنت قلت من أهل المدائن قال من أهل الجانب الذي فيه شبابة قلت نعم قال فاني ادعو الله فأمن على دعائي اللهم إن كان شبابة يبغض أهل نبيك فاضربه الساعة بفالج قال فانتبهت وجئت إلى المدائن وقت الظهر وإذا الناس في هرج فقلت ما للناس فقالوا فلج شبابة في السحر ومات الساعة.