السنن بها ويقال إنه صنفه قديما وعرضه على أحمد وقال الآجري سمعته يقول ولدت سنة (202) وصليت على عفان ببغداد سنة (20) وسمعت من أبي عمر الضرير مجلسا واحدا ودخلت البصرة وهم يقولون مات أمس عثمان المؤذن وسمعت من سعدويه مجلسا واحدا ومن عاصم بن علي مجلسا واحدا وتبعت عمر بن حفص إلى منزله ولم أسمع منه شيئا قال والسماع رزق. قال الآجري ولم يكن يحدث عن ابن الحماني ولا عن سويد ولا عن ابن كاسب ولا عن ابن حميد ولا عن ابن وكيع وقال أبو بكر الخلال أبو داود الامام المقدم في زمانه رجل لم يسبقه إلى معرفته بتخريج العلوم ونصره بمواضعه أحد في زمانه رجل ورع مقدم سمع أحمد بن حنبل منه حديثا واحدا كان أبو داود يذكره وكان إبراهيم الأصبهاني وأبو بكر بن صدقة وغيرهما يرفعون من قدره وقال أحمد ابن محمد بن ياسين الهروي كان أحد حفاظ الاسلام للحديث وعلمه وعلله وسنده في أعلى درجة مع النسك والعفاف والصلاح والورع وقال محمد بن إسحاق الصغاني وإبراهيم الحربي ألين لابي داود الحديث كما ألين لداود (عليه السلام) الحديد، وقال محمد بن مخلد كان أبو داود يفي بمذاكرة مائة الف حديث ولما صنف السنن وقرأه على الناس صار كتابه لأهل الحديث كالمصحف يتبعونه وأقر له أهل زمانه بالحفظ.
وقال موسى بن هارون خلق أبو داود في الدنيا للحديث وفي الآخرة للجنة وقال علان ابن عبد الصمد كان من فرسان هذا الشأن وقال أبو حاتم بن حبان كان أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وحفظا ونسكا وورعا واتقانا جمع وصنف وذب عن السنن وقال أبو عبد الله بن مندة الذين اخرجوا وميزوا الثابت من المعلول والخطأ من الصواب أربعة البخاري ومسلم وبعدهما أبو داود والنسائي وقال الحاكم أبو داود امام اهل الحديث في عصره بلا مدافعة وقال القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد السجزي سمعت أبا محمد أحمد بن محمد بن الليث قاضي بلدنا يقول جاء سهل بن عبد الله التستري إلى أبي داود فقيل يا أبا داود هذا سهل جاءك زائرا فرحب به فقال له سهل أخرج إلي لسانك الذي تحدث به أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اقبله فأخرج إليه لسانه فقبله.
قال أبو عبيد الآجري مات لأربع عشرة بقين من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين.
قلت: وشيوخه في السنن وغيرها نحو من ثلاثمائة نفس لم يستوعبهم المؤلف فلأجل ذا