ابن المديني قال لي يحيى بن سعيد ما بقي من معلمي أحد غير ابن عيينة فقلت يا أبا سعيد سفيان إمام في الحديث قال سفيان امام منذ أربعين سنة قال علي وقال عبد الرحمن ابن مهدي كنت اسمع الحديث من ابن عيينة فأقوم فاسمع شعبة يحدث به فلا اكتبه قال علي وسمعت بشر بن المفضل يقول ما بقي على وجه الأرض أحد يشبه ابن عيينة وقال عثمان الدارمي سألت ابن معين ابن عيينة أحب إليك في عمرو بن دينار أو الثوري قال ابن عيينة أعلم به قلت فحماد بن زيد قال ابن عيينة أعلم به قلت فشعبة قال وأيش روى عنه وقال أبو مسلم المستملي سمعت ابن عيينة يقول سمعت عمرو بن دينار ما لبث نوح في قومه وقال ابن وهب ما رأيت أحدا أعلم بكتاب الله من ابن عيينة وقال الشافعي ما رأيت أحدا من الناس فيه جزالة العلم ما في ابن عيينة وما رأيت أحدا آلف عن الفتيا منه.
قال ابن سعد أخبرني الحسن بن عمران بن عيينة أن سفيان قال له بجمع آخر حجة حجها قد وافيت هذا الموضع سبعين مرة أقول في كل سنة اللهم لا تجعله آخر العهد من هذا المكان واني قد استحييت من الله من كثرة ما أسأله ذلك فرجع فتوفي في السنة الداخلة وقال الواقدي مات يوم السبت أول يوم من رجب سنة ثمان وتسعين ومائة (1) وقال ابن عمار سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول اشهدوا ان سفيان بن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين ومائة فمن سمع منه في هذه السنة وبعدها فسماعه لا شئ.
قلت: قرأت بخط الذهبي انا استبعد هذا القول وأجده غلطا من ابن عمار فان القطان مات أول سنة (98) عند رجوع الحجاج وتحدثهم باخبار الحجاز فمتى يمكن من سماع هذا حتى يتهيأ له أن يشهد به ثم قال فلعله بلغه ذلك في وسط السنة انتهى وهذا الذي لا يتجه غيره لان ابن عمار من الاثبات المتقنين وما المانع أن يكون يحيى بن سعيد سمعه من جماعة ممن حج في تلك السنة واعتمد قولهم وكانوا كثيرا فشهد على استفاضتهم وقد وجدت عن يحيى ابن سعيد شيئا يصلح أن يكون سببا لما نقله عنه ابن عمار في حق ابن عيينة وذلك ما أورده أبو سعيد بن السمعاني في ترجمة إسماعيل بن أبي صالح المؤذن من ذيل تاريخ