تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ٣ - الصفحة ٣٢٠
بقاف بدل الكاف وقيل بكاف مشوبة بقاف وقيل بجيم مشوبة بكاف وقيل في الأولى بحذف الواو.
والذي يظهر لي بعد التأمل الطويل انه آخر غير زياد الأعجم الشاعر فاني ما وجدت أحدا من المؤرخين ولا ممن ذكر من طبقات الشعراء ذكر ان اسم والد الأعجم سميين كوش ولا انه لقبه بل أطبقوا على أنه ابن سليم أو أسلم أو سليمان أو سلمى وقيل اسم أبيه جابر وقيل الحارث وأنه مولى عبد القيس وانه من إصطخر أو سيف البحر من بلاد عبد القيس وقدم البصرة وسكن خراسان ومدح وهجا ولا ذكر أحد منهم أنه روى الحديث وإنما نقلت عنه حكايات (فمنهم) خليفة بن خياط والمدائني ومحمد بن سلام الجمحي وأبو محمد بن قتيبة والمبرد والهيثم بن عدي وابن دريد والجاحظ ودعبل وابن المعبر والزبيدي وأبو سعيد السكري ومحمد بن حبيب (ومن المتأخرين) ابن عساكر في تاريخه الكبير وهو عمدة المزني الكبرى.
وأما اهل الحديث فلم يذكر أحد منهم في ترجمة زياد الذي روى عنه طاووس أنه الشاعر ولا أنه من عبد القيس ولا أنه من أهل إصطخر ولا سكن خراسان بل أطبقوا على أنه اليماني وأنه سيمينكوش أو هو اسم أبيه وذكروا أنه روى حديثا واحدا وهو المخرج في هذه الكتب إلا أن الشيرازي في كتاب الألقاب ذكر له حديثا آخر (فمنهم) رأسهم البخاري وتبعه مسلم وابن أبي حاتم وابن حبان في ثقات التابعين وابنه على أن حديثه من رواية ليث بن أبي سليم فقال روى عنه طاووس من حديث ليث هذا لفظه والذي وقع عند المزي أن فيه روى عنه ليث بن أبي سليم ثم اعترض عليه وهم نبه عليه مغلطاي ووجدته كما قال في عدة نسخ ولم يذكر الحاكم أبو أحمد في الكنى زياد الأعجم مع اطباقهم بان كنيته أبو أمامة لأنه لا رواية له في الحديث ولم يذكر ابن عساكر في ترجمة زياد الأعجم أنه يماني ولا تعرض لسيمينكوش ولا أن له رواية حديث نبوي عن عبد الله ابن عمرو بن العاص وإنما أورد من طبقات خليفة بن خياط له حكاية عن عثمان بن أبي العاص وأبي موسى الأشعري في كتاب ورد عليه من عمرو لم يصرح بأنه حضرها بل ذلك محتمل مع بعده لان في ترجمته أنه أدرك خلافة هشام ومقتضى ذلك أن يكون عاش مائة أو أكثر ولو كان كذلك لكان مدح الأمراء في زمن معاوية ولم يذكروا له شيئا من ذلك إلا
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»