تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ٢ - الصفحة ١١٧
عن يزيد بن هارون وغيره. وعنه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وأحمد ابن القاسم بن نصر الفرائضي (1) وأبو القاسم الجنيد بن محمد الصوفي وأبو العباس ابن مسروق وإسماعيل بن إسحاق الثقفي السراج وأبو علي بن خيران الفقيه. قال أبو نعيم انا الخلدي في كتابه سمعت الجنيد يقول مات أبو حارث المحاسبي يوم مات وان الحارث لمحتاج إلى دانق فضة وخلف مالا كثيرا وما أخذ منه حبة واحدة. وقال أهل ملتين لا يتوارثان وكان أبوه واقفيا. قال الخطيب وللحارث كتب كثيرة في الزهد والرد على المخالفين من المعتزلة والرافضة وكتبه كثيرة الفوائد. ذكر أبو علي بن شاذان يوما كتاب الحارث في الدماء فقال على هذا الكتاب عول أصحابنا في أمر الدماء التي جرت بين الصحابة. قيل إنه مات سنة (243) قلت: وقال أبو القاسم النصر آباذي (2) بلغني أن الحارث تكلم في شئ من الكلام فهجره أحمد بن حنبل فاختفى فلما مات لم يصل عليه إلا أربعة نفر.
وقال البردعي سئل أبو زرعة عن المحاسبي وكتبه فقال للسائل إياك وهذه الكتب بدع وضلالات عليك بالأثر فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب قيل له في هذه الكتب عبرة فقال من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه عبرة بلغكم أن مالكا أو الثوري أو الأوزاعي أو الأئمة صنفوا كتبا في الخطرات والوساوس وهذه الأشياء هؤلاء قوم قد خالفوا أهل العلم يأتونا مرة بالمحاسبي ومرة بعبد الرحيم الديبلي (3) ومرة بحاتم الأصم ثم قال ما أسرع الناس إلى البدع. وروى الخطيب بسند صحيح أن الإمام أحمد سمع كلام المحاسبي فقال لبعض أصحابه ما سمعت في الحقائق مثل كلام هذا الرجل ولا أرى لك صحبتهم. قلت: إنما نهاه عن صحبتهم لعلمه بقصوره عن مقامهم فإنه في مقام ضيق لا يسلكه كل واحد ويخاف على من يسلكه أن لا يوفيه حقه وقال الأستاذ أبو منصور البغدادي في الطبقة الأولى من أصحاب الشافعي كان اماما في الفقه والتصوف والحديث

(١) الفرائضي نسبة إلى علم الفرائض اه‍.
(2) النصر آباذي بفتح النون والراء والموحدة وسكون الصاد المهملة آخره معجمة نسبة إلى نصر آباذ محلة بنيسابور وبالري أيضا اه‍ لب اللباب.
(3) في القاموس دبيل كزبير أو أمير أو كتب موضع بالشام منه عبد الرحيم بن يحيى.
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»