الإصابة - ابن حجر - ج ٢ - الصفحة ٣٠٤
كعب العبشمي على معاوية حين انسق له الامر ببيعة يزيد وقد أتت لخنابة يومئذ مائة وأربعون سنة فقال له معاوية يا خنابة كيف نفسك اليوم فقال يا أمير المؤمنين على لسان صارم إن هزرته * وركني ضعيف والفؤاد موقر كبرت وأفنى الدهر حولي وقوتي * فلم يبق إلا منطق ليس يهدر قال وهو القائل فما أنا إن أخنستما بي وحلتما عن * العهد بالفتى الصغير فأخدع حويت من الغايات تسعين حجة * وخمسين حتى قيل أنت المقزع (2347) خنافر بن التوأم الحميري كان كاهنا من حمير ثم أسلم على يد معاذ بن جبل وله خبر حسن من أعلام النبوة في إسناده مقال ذكره أبو عمر قلت وذكره الأزدي وقال إسناد خبره ضعيف انتهى ووجدت خبره في الاخبار المنثورة لابن دريد قال أخبرني عمي عن أبيه عن بن الكلبي عن أبيه قال كان خنافر بن التوأم كاهنا وكان قد أوتي بسطة في الجسم وسعة في المال وكان عاتيا فلما وفدت وفود اليمن على النبي صلى الله عليه وسلم وظهر الاسلام أغار على إبل لمراد فاكتسحها وخرج بماله وأهله فلحق بالشحر فحالف جودان بن يحيى القرضمي وكان سيدا منيعا فنزل واديا مخصبا وكان له رئي في الجاهلية ففقده في الاسلام قال فبينا أنا ليلة بذلك الوادي إذ هوى على هوى العقاب فقال خنافر فقلت شصار فقال اسمع أقل قلت قل أسمع قال عه تغنم لكل ذي أمد نهاية وكل ذي ابتداء له غاية قلت أجل قال كل دولة إلى أجل ثم يتاح لها حول وقد انتسخت النحل ورجعت إلى حقائقها الملل إني آنست بالشام نفرا من آل العذام حكاما على الحكام يذبرون ذا رونق من الكلام ليس بالشعر المؤلف ولا السجع المتكلف فأصغيت فزجرت فعاودت فظلفت فقلت بم تهينمون وإلام تعتزون فقالوا خطاب كبار جاء من عند الملك الجبار فاسمع يا شصار لأصدق الاخبار واسلك أوضح الآثار تنج من أوار النار
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»