إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال - علاء الدين مغلطاي - ج ٢ - الصفحة ٣١٥
وقال ابن أبي (ق 145 / ب) حاتم (1): أيمن الحبشي مولى ابن أبي عمرو روى عن عائشة وجابر وتبيع، روى عنه: مجاهد وعطاء وابنه عبد الواحد سئل أبو زرعة عنه فقال: ثقة.
وقال البخاري (2): أيمن الحبشي من أهل مكة مولى ابن أبي عمرو المكي سمع عائشة.
ثنا موسى نا أبو عوانة وتابعه شيبان عن منصور عن الحكم عن مجاهد وعطاء عن أيمن الحبشي قال: (يقطع السارق) مرسل وهو أصح. روى عنه ابنه عبد الواحد.
وينظر في قول المزي: روى عن سعد بن أبي وقاص. فإني لم أره عند أحد غيره (3).

(١) الجرح والتعديل (٢ / ٣١٨).
(٢) (٢ / ٢٥ - ٢٦).
(٣) روايته عنه وقعت عند النسائي في كتاب خصائص علي من (سننه الكبرى) (: ٥ / ١٣١).
(٣) ويؤيد هذا الجمع ما أخرجه الدارقطني في (السنن: ٣ / ١٩٤) من طريق عبد الله بن داود قال: سمعت عبد الواحد بن أيمن يذكر عن أبيه. قال: وكان عطاء ومجاهد قد رويا عن أبيه، وذكر حديث (المجن).
وعقب حديث عطاء عن أيمن مولى بن الزبير عن سبيع أو تبيع عن كعب قال:
(من توضأ فأحسن الوضوء. الحديث).
وقال الدارقطني: وأيمن هذا هو الذي يروي عن النبي (ص) (أن ثمن المجن دينار) وهو من التابعين، ولم يدرك زمن النبي (ص) ولا الخلفاء بعده. آه. وانظر سؤالات البرقاني (٤٠). وما أخرجه النسائي السنن (٨ / ٨٤) من طريق أيمن، فذكر حديث (المجن) وقال: وأيمن الذي تقدم ذكرنا لحديثه ما أحسب أن له صحبة، وقد روي عنه.
يدل على ما قلناه. وذكر حديثه عن تبيع عن كعب: (من توضأ فأحسن الوضوء. الحديث.
وبإسناده عن عبد الملك عن عطاء عن أيمن مولي ابن الزبير عن تبيع به. كذا قال إسحاق الأزرق عن عبد الملك وقال خالد بن الحارث عن عبد الملك: مولى الزبير.
وقال ابن جرير عن عطاء عن أيمن مولى ابن عمر عن تبيع به. آه.
فدل ذلك على أن أيمن الحبشي هو مولى الزبير أو ابن الزبير أو مولى ابن عمر.
وأما قول ابن حبان، وموافقة ابن عساكر وغيره له على أن أيمن الحبشي هو أيمن بن أم أيمن فهذا وهم.
فقد أخرج البخاري في (تاريخه الكبير) عن شريك النخعي عن منصور عن مجاهد وعطاء عن أيمن بن أم أيمن. قال أبو الوليد: رفعه (لا يقطع السارق. الحديث.
قال البيهقي في السنن (٨ / ٢٥٧): خلط فيه شريك وهذا خطأ منه أو ممن روى عنه. آه.
قلت: الراوي عنه أبو الوليد وهو الطيالسي ثقة إمام حافظ.
وأخرج الحاكم في (المستدرك: ٤ / 379)، وعنه البيهقي (السنن 8 / 258) عن الشافعي رضي الله عنه: قلت لبعض الناس هذه سنة رسول الله (ص) أن يقطع في ربع دينار فصاعدا فكيف؟. قلت: لا تقطع اليد إلا في عشرة دراهم فصاعدا وما حجتك في ذلك؟ قال: قد روينا عن شريك عن منصور عن مجاهد عن أيمن عن النبي (ص) شبيها بقولنا.
قلت: أتعرف أيمن؟ إنما أيمن الذي روى عن عطاء فرجل حدث - لعله أصغر من عطاء - حديثا عن تبيع ابن امرأة كعب عن كعب فهذا منقطع.
(وانظر مراسيل ابن أبي حاتم (ص: 14)، وعلل أحمد - رواية ابنه عبد الله (1 / 403).
قال: فقد روى شريك بن عبد الله عن مجاهد عن أيمن بن أم أيمن أخو أسامة لأمه قلت: لا علم لك بأصحابنا، أيمن أسامة قتل مع رسول الله (ص) يوم حنين قبل أن يولد مجاهد ولم يبق بعد النبي (ص) فيحدث عنه آه.
ويؤيد كلام الإمام الشافعي ما سبق حكايته من كلام الإمام النسائي.
وقول الحاكم في المستدرك (4 / 379).
والدليل على صحة قول الشافعي، ثم روى بإسناده عن جرير عن منصور عن عطاء ومجاهد عن أيمن قال: وكان أيمن رجلا يذكر منه الخير - قال: تقطع يد السارق . الحديث.
فأيمن به أم أيمن الصحابي أخو أسامة أجل وأنبل أن ينسب إلى الجهالة، فيقال رجل يذكر منه خير إنما يقال مثل هذه اللفظة لمجهول لا يعرف بالصحبة. إلخ.
وفرق بينهما - أيضا - ابن أبي حاتم في (تاريخه) أنظر نصب الراية (3 / 358).
وعلى هذا فما ذهب إليه المصنف من أن أيمن الحبشي هو مولى الزبير أو ابن الزبير أو مولى ابن عمر وهو غير أيمن بن أم أيمن الصحابي الذي مات في حنين، هو عين الصواب وبهذا جزم الحافظ ابن حجر في التهذيب.
ومما سبق يتضح أن قول الحافظ الذهبي (الميزان: 1 / 284): ما روى عنه سوى ولده عبد الواحد، ففيه جهالة، لكن وثقه أبو زرعة. آه. ليس بصواب قد ثبت أنه روى عنه عطاء ومجاهد أيضا.
وقد أخرج له البخاري خمسة أحاديث، قال الحافظ ابن حجر (الفتح: 5 / 196):
كلها متابعة. والله أعلم.
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 317 318 319 320 321 ... » »»