ميزان الاعتدال - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ١٣
8071 - محمد بن القاسم أبو العيناء. أخباري شهير صاحب نوادر. حدث عن أبي النبيل، وطائفة. حدث عنه الصولي، وأحمد بن كامل، وابن نجيح.
قال الدارقطني: ليس بقوى في الحديث، يقال: مات سنة اثنتين ومائتين.
قال الخطيب (1) أخبرنا الأزهري (2) أخبرنا محمد بن جعفر التميمي، أخبرنا الصولي، عن أبي العيناء، قال: سبب تحولي من البصرة أنى رأيت غلاما ينادى عليه ثلاثين دينارا يساوى ثلاثمائة دينار، فاشتريته: وكنت أبني دارا، فأعطيته عشرين دينارا لينفقها على الصناع، فأنفق عشرة واشترى بعشرة ملبوسا له. فقلت له:
ما هذا؟ / فقال: لا تعجل، فإن أرباب المرؤات لا يعتبون على غلمانهم هذا. فقلت [346] في نفسي: أنا اشتريت الأصمعي ولم أدر.
قال: وأردت أن أتزوج امرأة سرا من بنت عمى، فاستكتمته فدفعت إليه دينارا لشراء حوائج وسمك هازبي (3) فاشترى غيره، فغاظني، فقال: بقراط يذم الهازبي. فقلت: يا بن الفاعلة، لم أعلم أنى اشتريت جالينوس، فضربته عشر مقارع، فأخذني وضربني سبعا، وقال: يا مولاي، الأدب ثلاث، وضربتك سبعا قصاصا، قال: فضربته فرميته فشججته، فذهب إلى بنت عمى، وقال: الدين النصيحة، ومن غشنا فليس منا، إن مولاي قد تزوج واستكتمني، فقلت: لا بد من تعريف مولاتي الخبر. فشجني وضربني. فمنعتني بنت عمى دخول الدار، وحالت بيني وبين ما فيها، وما زالت كذلك حتى طلقت المرأة، وسمته بنت عمى الغلام الناصح، فلم يمكن أن أكلمه.
فقلت: أعتق هذا وأستريح، فلما أعتقته لزمني وقال: الآن وجب حقك على، ثم إنه أراد الحج فزودته فغاب عشرين يوما، ورجع، وقال: قطع الطريق، ورأيت حقك أوجب.
ثم أراد الغزو فجهزته، فلما غاب بعت مالي بالبصرة، وخرجت عنها خوفا أن يرجع.

(1) 3 - 177.
(2) ل: الأهوازي - تحريف.
(3) الهازبي: جنس من السمك.
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»