ميزان الاعتدال - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٣٦
وفيه: فقال الملك: كيف أقوم خلفه وعهده باستلام الأصنام قبل.
قال المؤلف: يعنى أنه حديث عهد برؤية استلام الأصنام، لا أنه هو المستلم، حاشا وكلا.
قال عبد الله: وقلت لأبي: حدثنا عثمان، حدثنا جرير، عن شيبة بن نعامة، عن فاطمة بنت حسين بن علي، عن فاطمة الكبرى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لكن بنى أب عصبة ينتمون إليه إلا ولد فاطمة، أنا عصبتهم.
وقلت له: حدثنا عثمان، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن ثور بن يزيد، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: تسليم الرجل بأصبع واحدة يشير بها فعل اليهود.
فأنكر أبي هذه الأحاديث مع أحاديث [من] (1) هذا النحو أنكرها جدا، وقال: هذه موضوعة، أو كأنها موضوعة.
وقال أبي: أبو بكر أخوه أحب إلى من عثمان. فقلت: إن يحيي بن معين يقول:
إن عثمان أحب إلى. فقال أبى: لا. ورواها أبو علي بن الصواف، عن عبد الله، عن أبيه، وزاد فقال: ما كان أخوه أبو بكر يطنف نفسه لشئ من هذه الأحاديث.
نسأل الله السلامة.
وقال: كنا نراه يتوهم هذه الأحاديث.
قرأت على إسماعيل بن الفراء، أخبرنا (2) ابن قدامة، أخبرنا ابن النبطي، [أخبرنا ابن أيوب] (3) أخبرنا ابن شاذان، أخبرنا ابن زياد القطان، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا عثمان، حدثنا جرير، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يشهد مع المشركين مشاهدهم، فسمع ملكين من خلفه أحدهما يقول لصاحبه: اذهب بنا حتى نقوم خلف النبي صلى الله عليه وسلم. قال: وكيف نقوم خلفه؟ وإنما عهده باستلام الأصنام قبل. قال:
لم يعد يشهد مع المشركين مشاهدهم.

(1) ليس في س.
(2) خ: أخبركم.
(3) ليس في خ.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»