وقال ابن عيينة: جلست إلى إسماعيل بن محمد بن سعد، فقلت: حدثنا أبو الزناد، فأخذ كفا من حصى فحصبني به. وكنت أسأل أبا الزناد، وكان حسن الخلق.
يحيى بن بكير، حدثنا الليث، قال: جاء رجل إلى ربيعة فقال: إني أمرت أن أسألك عن مسألة، وأسأل يحيى بن سعيد، وأسأل أبا الزناد. فقال: هذا يحيى.
وأما أبو الزناد فليس بثقة. ثم قال: الليث: رأيت أبا الزناد وخلفه ثلاثمائة تابع، من طالب علم وفقه وشعر وصنوف، ثم لم يلبث أن بقي وحده، وأقبلوا على ربيعة.
وكان ربيعة يقول: شبر من حظوة خير من باع من علم، اللهم اغفر لربيعة.
بل شبر من جهل خير من باع من حظوة، فإن الحظوة وبال على العالم، والسلامة في الخمول، فنسأل الله المسامحة.
قال يحيى بن معين: قال مالك: كان أبو الزناد كاتب هؤلاء - يعنى بنى أمية - وكان لا يرضاه - يعنى لذلك.
قال ابن عدي: أبو الزناد - كما قال يحيى: ثقة حجة. ولم أورد له حديثا، لان كلها مستقيمة. وقال العقيلي - في ترجمته: حدثنا مقدام بن داود، حدثنا الحارث ابن مسكين، وابن أبي الغمر، قالا: حدثنا ابن القاسم، قال: سألت مالكا عمن يحدث بالحديث الذي قالوا إن الله خلق آدم على صورته، فأنكر ذلك مالك إنكارا شديدا، ونهى أن يحدث به أحد. فقيل له: إن أناسا من أهل العلم يتحدثون به؟
قال: من هم؟ قيل: ابن عجلان، عن أبي الزناد. فقال: لم يكن يعرف ابن عجلان هذه الأشياء /، ولم يكن عالما، ولم يزل أبو الزناد عاملا لهؤلاء حتى مات. وكان [50 / 3] صاحب عمال يتبعهم.
قلت: الحديث في أن الله خلق آدم على صورته لم ينفرد به ابن عجلان، فقد رواه همام، عن قتادة، عن أبي موسى أيوب، عن أبي هريرة. ورواه شعيب، وابن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. ورواه معمر، عن همام، عن أبي هريرة.
ورواه جماعة كالليث بن سعد وغيره، عن ابن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة.