ميزان الاعتدال - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٥١١
قال الخطيب: كان يروى عن القطيعي مسند أحمد بأسره، وكان سماعه صحيحا إلا في أجزاء منه، فإنه ألحق اسمه فيها، وكان يروى عنه كتاب الزهد لأحمد، ولم يكن له به أصل، وإنما كانت النسخة بخطه، وليس بمحل الحجة. وسألته عن مولده فقال: سنة خمس وخمسين وثلاثمائة. مات سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
قال ابن نقطة: قول الخطيب: كان سماعه صحيحا إلا في أجزاء فلم ينبه الخطيب عليها، ولو فعل لأتى بالفائدة. وقد ذكرنا أن مسندي فضالة بن عبيد، وعوف بن مالك لم يكونا في كتاب ابن المذهب، وكذلك أحاديث من مسند جابر لم توجد في نسخته رواها الحراني عن القطيعي. ولو كان الرجل يلحق اسمه كما زعم الخطيب لألحق ما ذكرناه أيضا.
ثم إن الخطيب قد روى عنه من الزهد أشياء في مصنفاته.
أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا جعفر القارئ، أخبرنا أبو طاهر السلفي قال:
سألت شجاعا الذهلي، عن ابن المذهب فقال: كان شيخا عسرا في الرواية، وسمع الكثير، ولم يكن ممن يعتمد عليه في الرواية كأنه خلط في شئ من سماعه.
ثم قال لنا السلفي: كان مع عسره متكلما فيه، لأنه حدث بكتاب الزهد لأحمد بعد ما عدم أصله من غير أصله.
وقال أبو الفضل بن خيرون: حدث بالمسند وبالزهد وغير ذلك، سمعت منه الجميع.
وقال الخطيب: روى ابن المذهب عن ابن مالك القطيعي حديثا لم يكن سمعه منه.
قلت: لعله استجاز روايته بالوجادة فإنه قرن مع القطيعي.
أخبرنا سعيد الحرفي (1)، قالا: أنبأنا أبو شعيب الحراني. ثم قال: وحدثنا عن الدارقطني، والوراق، وأبى عمر بن مهدي، عن المحاملي بحديث. فقلت له: لم يكن هذا عند ابن مهدي، فضرب على ابن مهدي. وكان كثيرا ما يعرض على أحاديث فيها أسماء غير منسوبة، فأنسبهم له فيلحق ذلك في الأصل، فأنكر عليه ذلك ولا ينتهى.

(1) ل: الحوفى. والمثبت في س، خ.
(٥١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 ... » »»