سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٢٣
سمع بمالقة من أبي محمد القرطبي، وأبي العباس بن الجيار، وبأصطبة (1) من إبراهيم بن علي الخولاني. وحج وأكثر بدمشق عن أبي محمد بن البن، وأبي القاسم بن صصري، والطبقة.
ذكره الأبار، فقال (2): كان ضابطا متقنا، كتب الكثير، ثم امتحن في صدره بأسر العدو، فذهب أكثر ما جلب (3)، وولي خطابة مالقة، وأجاز لي مروياته. توفي سنة اثنتين وثلاثين وست مئة في ربيع الأول، وله إحدى وخمسون سنة (4).
وذكره رفيقه عمر بن الحاجب، فقال: كان حافظا متقنا، أديبا نبيلا، ساكنا وقورا، نزها. قال لي الحافظ الضياء: ما في الطلبة مثله. وقال لي الزكي البرزالي: ثقة ثبت، حدثنا من حفظه، قال: أخبرنا إبراهيم بن علي، أخبرنا عبد الرحمن بن قزمان، حدثنا محمد بن الفرج الطلاعي بحديث من " الموطأ ".
وذكره ابن مسدي، فقال: أخذ بمكة عن يونس القصار الهاشمي، وأقام بتلك البلاد نيفا وعشرين سنة، وكان ضابطا، نقادا، عارفا بالرجال،

(1) حصن بالأندلس.
(2) التكملة: 3 / الورقة: 84.
(3) أصل كلام ابن الأبار أوضح، قال: " ورحل إلى أداء الفريضة، وسماع العلم، فاستوسع في روايته وأقام في رحلته نحوا من ستة عشر عاما كتب فيها بخطه علما كثيرا، وكان حسن الوراقة ضابطا متقنا عارفا بالرجال، وعاد إلى بلده، وقد لقي شيوخا عدة وجلب فوائد وغرائب وعوالي من روايته، على أنه امتحن في صدرة بأسر العدو إياه فذهب كثير مما جلب ".
(4) أصل كلام ابن الأبار: " وكتب إلينا بإجازة ما رواه غير مرة، وتوفي في الثالث من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وست مئة، ولم يطل الامتاع به، ومولده في أحد شهري ربيع سنة إحدى وثمانين وخمس مئة ". والذهبي رحمه الله يختصر ويأخذ المعنى.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»