سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٢ - الصفحة ٢٧٥
الرحمن بن أحمد ابن شيخ الأندلس الحافظ بقي بن مخلد الأموي، مولاهم، البقوي القرطبي المالكي.
سمع أباه، وجده أبا الحسن، ومحمد بن عبد الحق الخزرجي صاحب محمد بن الفرج الطلاعي، وخلف بن بشكوال، وأبا زيد السهيلي (1)، وطائفة. وأجاز له المقرئ أبو الحسن شريح بن محمد، وعبد الملك بن مسرة. وتفرد بأشياء منها " موطأ " يحيى بن يحيى عن الخزرجي. وقد روى الحديث هو وجميع آبائه.
قال أبو عبد الله الأبار (2): هو من رجالات الأندلس جلالا وكمالا لا نعلم بيتا أعرق من بيته في العلم والنباهة إلا بيت بني مغيث بقرطبة، وبني الباجي بإشبيلية، وله التقدم على هؤلاء، ولي قضاء الجماعة بمراكش مضافا إلى خطتي المظالم والكتابة العليا، فحمدت سيرته، ولم تزده الرفعة إلا تواضعا، ثم عزل، وأقام بطالا (3) إلى أن قلد قضاء بلده، وذهب إليه، ثم عزل قبل موته، فازدحم الطلبة عليه، وكان لذلك أهلا.
وقال ابن الزبير - أو غيره -: كان له باع مديد في النحو والأدب، تنافس الناس في الاخذ عنه، وقرأ جميع " كتاب سيبويه " على أبي العباس ابن مضاء، وقرأ عليه " المقامات ".
وقال ابن مسدي: رأس شيخنا هذا بالمغربين، وولي القضاء بالعدوتين، ولما أسن استعفى، ورجع إلى بلده، فأقام قاضيا بها إلى أن

(1) سمع منه " الروض الأنف " تأليفه.
(2) التكملة: 1 / 115 - 116.
(3) هذه من تعابير الذهبي وتصرفه - رحمه الله - وانما قال ابن الأبار: " ثم صرف عن ذلك كله وأقام بمراكش مدة طويلة إلى أن تقلد قضاء بلده ".
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»