سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢٢ - الصفحة ١١٣
نزلت التتار على خوارزم في ربيع الأول سنة ثماني عشرة وست مئة، فخرج نجم الدين الكبرى فيمن خرج للجهاد، فقاتلوا على باب البلد حتى قتلوا رضي الله عنهم، وقتل الشيخ وهو في عشر الثمانين (1).
وفي كلامه شئ من تصوف الحكماء (2).
حدثنا أبو عاصم نافع الهندي، أخبرنا مولاي سعيد بن المطهر (3)، أخبرنا أبو الجناب أحمد بن عمر سنة 615، قال: قرأت على أبي العلاء الحافظ، أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا محمد بن محمد، أخبرنا إسماعيل الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا سلم بن سالم، عن نوح بن أبي مريم، عن ثابت، عن أنس، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية:
(للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) (4) قال: للذين أحسنوا العمل في الدنيا، الحسنى وهي الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله الكريم.
نوح تالف، وسلم ضعفوه (5).

(١) حينما أراد الكفار التتار دخول البلد، نادى الشيخ نجم الدين وأصحابه الباقون:
الصلاة جامعة، ثم قال: قوموا نقاتل في سبيل الله، ودخل البيت ولبس خرقة التصوف التي ألبسها له شيخه، وحمل على العدو فرماهم حتى بالحجارة، ثم أصابه سهم في صدره قتله، رضي الله عنه وعن الشهداء المدافعين عن بيضة الاسلام ضد الكافرين والمارقين والمشعوذين والدجالين.
(٢) قال المؤلف في " تاريخ الاسلام ": " وكان شيخنا عماد الدين الحزامي يعظمه ولكن في الآخر أراني كلاما فيه شئ من لوازم الاتحاد، وهو إن شاء الله سالم من ذلك، فإنه محدث معروف بالسنة والتعبد كبير الشأن، ومن مناقبه أنه استشهد في سبيل الله... قتلوا مقبلين غير مدبرين ".
(٣) الباخرزي.
(٤) يونس / ٢٦.
(٥) انظر ميزان الاعتدال: ٢ / 185 وأورده السيوطي في " الدر المنثور " (3 / 305) ونسبه لأبي الشيخ وابن منده والدار قطني في الرؤية وابن مردويه واللالكائي وابن النجار. وقال المؤلف في " تاريخ الاسلام ": هذا حديث منكر انفرد به سلم بن سالم البلخي، وهو ضعيف باتفاق ".
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»