سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٣٥٨
قلت: وقد ضبطه بالقاف ابن خليل والضياء، وترك جماعة هذه النسبة للخلف الواقع فيها (1).
وقد روى عدة من آبائه وأولاده.
مات في صفر سنة ثمان وتسعين وخمس مئة.
وقد روى كتبا كبارا بالسماع وبالإجازة.
187 ابن الزكي * قاضي دمشق، محيي الدين، أبو المعالي، محمد ابن القاضي علي

(١) لم يشر الذهبي المؤلف إلى هذا الاختلاف في (المشتبه) (ص: ٥٠٤) إذ قال:
(وبفاء وسكون إلى بيع الفرش: أبو طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي الفرشي، قاله ابن الأنماطي وغيره) ولم يستدرك ابن حجر في ((التبصير) عليه شيئا يذكر ((التبصير) ٣ / ١١٦٥). وقد قيده ابن خلكان كما قيده شيخه المنذري الذي أعلمناك بتقييده، وقال:
(والانماطي الذي يبيع الفرش أيضا.. ولقيت ولده بالديار المصرية وكان يتردد إلي في كثير من الأوقات، وأجازني جميع مسموعاته وإجازاته من أبيه) ((الوفيات): ١ / ٢٧٠) قلنا:
والمنذري فيما نعتقد كان عارفا بما يضبط إذا عرفنا أن الخشوعي قد كتب له بالإجازة من دمشق في صفر سنة ٥٩٥ ثم كتب له بها مرة أخرى في ذي القعدة من السنة، وهو قد يكون كتب له هذه النسبة بخطه في الإجازة. ولكن انظر إلى ما يقوله علامة الشام ابن ناصر الدين تعليقا على قول الذهبي في (توضيحه) لكتاب (المشتبه)، قال: قلت: وذكر ابن خلكان أن نسبته إلى قريش تصحيف. انتهى. وقد وجدته منسوبا بالقاف بخط ناقله أبي طاهر الخشوعي المذكور: علي بن محمد بن عبد الله بن أبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي القرشي. وبالقاف هو المشهور عند الجمهور، وما أجود ما ذكره أبو الفتح عمر ابن الحاجب الأميني في (مشيخته) وقال فيما وجدته بخطه: إبراهيم بن بركات بن إبراهيم بن طاهر بن بركات بن إبراهيم بن علي بن محمد ابن أحمد ابن العباس بن هاشم القرشي ابن الفرشي المعروف بالخشوعي. انتهى. (٢ / الورقة: ١٩٧ من نسخة الظاهرية) قلنا: لم نجد قولا لابن خلكان في المطبوع من (الوفيات) يشير إلى قوله بتصحيف (القرشي) والذي نخلص منه أن الرجل كان قرشي النسب وينسب إلى بيع الفرش أيضا، هذا إذا صحح ما ذكره ابن الحاجب الأميني عن نسبه، فأخذت كل طائفة بنسبة وتركت الأخرى، نظن!
* بيت الزكي من بيوتات دمشق المعروفة، وهم أخوال حافظ الشام، ومؤرخه ابن عساكر، فإن محمد بن يحيى ابن الزكي جد المترجم هو خاله. ترجمه المنذري في التكملة، الترجمة:
٦٧١، وأبو شامة في الذيل: ٣١، وابن خلكان في الوفيات: ٤ / 229، والذهبي في تاريخ الاسلام، الورقة: 114 (باريس 1582)، والعبر: 4 / 305، ودول الاسلام: 2 / 79، والصفدي في الوافي: 4 / 169، والسبكي في طبقاته: 6 / 157، وابن كثير في البداية: 13 / 32، وابن الملقن في العقد، الورقة: 164، والعيني في عقد الجمان: 17 / الورقة: 275، وابن تغري بردي في النجوم: 6 / 181، وابن الفرات في تاريخه: 8 / الورقة: 98، وابن عبد الهادي في معجم الشافعية، الورقة: 46، والنعيمي في القضاة: 52، وابن العماد في الشذرات: 4 / 337، والقنوجي في التاج: 111. وكان هذا القاضي العالم الفاضل بمعية السلطان الهمام صلاح الدين يوسف عند فتح بيت المقدس أعاده الله إلى الاسلام سنة 583، فكان أول من خطب بالمسجد الأقصى المبارك وأتى بتلك الخطبة البديعة المفتتحة بتحميدات الكتاب العزيز التي خشعت لها قلوب المؤمنين يومئذ، وفاضت دموعهم من الفرح بنصر الله، وكان له من العمر يومئذ ثلاث وثلاثون سنة، لذا قلما يخلو كتاب تناول الفترة الصلاحية المباركة من ذكر له بسبب تلك الخطبة المشهورة.
(٣٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 ... » »»