سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ١٧٨
ولد سنة ست وتسعين وأربع مئة.
وسمع بقرطبة أبا محمد بن عتاب، وأبا بحر بن العاص، وأبا الوليد ابن رشد في سنة خمس عشرة وخمس مئة. وبإشبيلية أبا بكر بن العربي، وأبا الحسن شريح بن محمد، لكنه امتنع من الرواية عنهما. وبحث (سيبويه) (1) على أبي الحسن ابن الأخضر، وأخذ عنه كتب اللغة.
وسمع (صحيح) مسلم من أبي القاسم الهوزني.
حدث عنه: محمد بن عبيد الله الشريشي، وأبو الحسين محمد بن محمد بن زرقون، ومحمد بن علي بن الغزال، وأبو علي الشلوبين، وأبو الخطاب بن دحية، ويحيى بن أحمد السكوني اللبلي، وعدد كثير.
وكان كبير الشأن، انتهت إليه رئاسة الحفظ في الفتيا، وقدم للشورى من سنة إحدى وعشرين، وعظم جاهه، ونال دنيا عريضة، ولم يكن يدري فن الحديث، لكنه عالي الاسناد فيه. وكان أحد الفصحاء البلغاء، امتحن في كائنة لبلة، وقيد وسجن. وكان فقيه عصره، تخرج به أئمة.
مات في شوال (2) سنة ست وثمانين وخمس مئة.
قال أبو الربيع بن سالم: ومن أعيان شيوخي الامام الحافظ الصدر الكبير أبو بكر بن الجد، فقيه الأندلس، وحافظها، وزعيمها غير منازع، ولا مدافع، انتهت إليه رئاسة الفقه أزيد من ستين سنة مع الجلالة التي تجاوز مداها، والخلال التي التزم أهداها، وكان في غزارة الحفظ، ومتانة مادة العلم عبرة من العبر، وآية من الآيات، سمعت عليه (جامع الترمذي)،

(1) يعني كتاب سيبويه.
(2) كانت وفاته بإشبيلية ليلة يوم الخميس الرابع عشر من شوال كما ذكر ابن الأبار وغيره.
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»