كان هو وابن زيدون كفرسي رهان.
بلغ المهري أسنى الرتب، حتى استوزره المعتمد بن عباد، ثم استنابه على مرسية، فعصى بها، وتملكها، فلم يزل المعتمد يتلطف في الحيلة، إلى أن وقع في يده، فذبح صبرا للعصيان بعد فرط الاحسان، ولأنه هجا المعتمد وآباءه، فهو القائل (1):
مما يقبح عندي ذكر أندلس * سماع معتمد فيها ومعتضد أسماء (2) مملكة في غير موضعها * كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد وقد جال ابن عمار في الأندلس أولا، ومدح الملوك والكبار والسوقة، بحيث إنه مدح فلاحا أعطاه مخلاة شعير لحماره، ثم آل بابن عمار الحال إلى الامرة، فملا للفلاح مخلاته دراهم، وقال: لو ملاها برا لملأناها تبرا.
وقد سجنه المعتمد مدة، وتوسل إليه بقصائد تلين الصخر، فقتله في سنة 479 (3).