سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ١٠٩
خرجوا عليه، فخلت البلاد للسلجوقية، فهاجوا وأفسدوا (1).
هذا كله، والاخوان طغرلبك وجغريبك في أرضهم بأطراف بخارى، ثم جرت ملحمة بين السلجوقية وبين متولي بخارى، قتل فيها خلق من الفئتين، ثم نفذوا رسولا إلى السلطان، فحبسه، وجهز جيشه لحربهم، فالتقوا، فانكسر آل سلجوق، وذلوا، وبذلوا الطاعة لمسعود، وضمنوا له أخذ خوارزم، فطيب قلوبهم، وانخدع لهم، ثم حشد الاخوان وعبروا إلى خراسان، وانضم الآخرون إليهم وكثروا، وجرت لهم أمور يطول شرحها إلى أن استولوا على الممالك، فأخذوا الري في سنة تسع وعشرين وأربع مئة، وأخذوا نيسابور في سنة ثلاثين، وأخذوا بلخ وغير ذلك (2)، وضعف عنهم مسعود، وتحيز إلى غزنة، وبقوا في أوائل الامر يخطبون له حتى تمكنوا، فراسلهم القائم بأمر الله بقاضي القضاة أبي الحسن الماوردي، ثم إن طغرلبك المذكور عظم سلطانه، وطوى الممالك، واستولى على العراق في سنة سبع وأربعين (3)، وتحبب إلى الرعية بعدل مشوب بجور، وكان في نفسه ينطوي على حلم وكرم، وقيل: كان يحافظ على الجماعة، ويصوم الخميس والاثنين (4)، ويبني المساجد، ويتصدق، وقد جهز رسوله ناصر بن إسماعيل العلوي إلى ملكة النصارى، فاستأذنها ناصر في الصلاة بجامع قسطنطينية جماعة يوم جمعة، فأذنت له، فخطب للخليفة القائم، وكان هناك رسول خليفة مصر المستنصر، فأنكر ذلك (5).

(1) انظر " وفيات الأعيان " 5 / 63 - 65، و " الكامل ": 9 / 477 - 479.
(2) انظر " الكامل ": 9 / 479 - 484.
(3) انظر " وفيات الأعيان " 5 / 65 - 66، و " الكامل " 9 / 609 - 610.
(4) انظر " الكامل " 10 / 28.
(5) انظر " وفيات الأعيان " 5 / 66.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»