سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ٦٤٢
الحراني، حدثنا يحيى البابلتي، حدثنا الأوزاعي، حدثنا هارون بن رياب قال: من تبرأ من نسب لدقته أو ادعاه، فهو كفر (1).
قال الخطيب (2): وجميع ما عنده عن ابن مالك للبابلتي جزء ليس هذا فيه (3)، وكان كثيرا يعرض علي أحاديث، في أسانيدها أسماء قوم غير منسوبين، ويسألني عنهم، فأنسبهم له، فيلحق ذلك في تلك الأحاديث موصولة بالأسماء، فأنهاه، فلا ينتهي (4).
قال أبو بكر بن نقطة: ليت الخطيب نبه في أي مسند تلك الأجزاء التي استثنى، ولو فعل، لأتى بالفائدة، وقد ذكرنا أن " مسندي " فضالة بن عبيد، وعوف بن مالك، لم يكونا في نسخة ابن المذهب، وكذلك أحاديث من " مسند " جابر لم توجد في نسخته، رواها الحراني عن القطيعي، ولو كان ممن يلحق اسمه كما قيل، لألحق ما ذكرناه أيضا، والعجب من الخطيب يرد قوله بفعله، فقد روى عنه من " الزهد " لأحمد في مصنفاته (5).
أخبرنا الحسن بن علي: أخبرنا الهمداني، أخبرنا السلفي: سألت شجاعا الذهلي عن ابن المذهب، فقال: كان شيخا عسرا في الرواية،

(1) " تاريخ بغداد " 7 / 391.
(2) المصدر السابق.
(3) نص كلام الخطيب: وجميع ما كان عند ابن مالك عن أبي شعيب جزء واحد، وليس هذا الحديث فيه.
(4) قال ابن الجوزي ردا على الخطيب: هذا قلة فقه من الخطيب، فإني إذا انتقيت في الرواية عن ابن عمر أنه عبد الله، جاز أن أذكر اسمه، ولا فرق بين أن أقول: حدثنا ابن المذهب، وبين أن أقول: أخبرنا الحسن بن علي بن المذهب. ثم قال ابن الجوزي: وقد كان في الخطيب شيئان: أحدهما الجري على عادة عوام المحدثين من قبله من قلة الفقه، والثاني التعصب في المذهب، ونحن نسأل الله السلامة. " المنتظم " 8 / 155، 156.
(5) انظر " ميزان الاعتدال " 1 / 511، و " لسان الميزان " 2 / 236، 237.
(٦٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 637 638 639 640 641 642 643 644 645 646 647 ... » »»