سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ٦١٢
الله! رجل مجمع على زهده وهذا حاله! أشتهي أن أراه. فجاء إلى الحربية، فرآه، فقال الشيخ: سبحان الله! رجل يومأ إليه بالزهد، يعارض الله في أفعاله، وما هنا محرم ولا منكر. فشهق ذلك الرجل، وبكى (1).
وقال أبو نصر بن الصباغ الفقيه: حضرت عند ابن القزويني، فدخل عليه أبو بكر بن الرحبي، فقال: أيها الشيخ! أي شئ أمرتني نفسي أخالفها؟
قال: إن كنت مريدا، فنعم، وإن كنت عارفا، فلا. فانصرفت، وأنا مفكر وكأنني لم أصوبه، فرأيت ليلتي كأن من يقول لي وقد هالني أمر:
هذا بسبب ابن القزويني (2). وحدثني أبو القاسم عبد السميع الهاشمي، عن عبد العزيز الصحراوي الزاهد قال: كنت اقرأ على القزويني، فجاء رجل مغطى الوجه، فوثب الشيخ إليه، وصافحه، وجلس بين يديه ساعة، فسألت صاحبي: من هذا؟ قال: تعرفه؟ هذا أمير المؤمنين القادر بالله.
وحدثنا أحمد بن محمد الأمين قال: رأيت الملك أبا كاليجار (3) قائما يشير إليه أبو الحسن بالجلوس، فلا يفعل.
وحدثني علي بن محمد الطراح الوكيل قال: رأيت الملك أبا طاهر بن بويه قائما بين يدي الشيخ أبي الحسن يومئ بالجلوس، فيأبى.
ثم سرد له ابن المجلي كرامات منها شهوده عرفة وهو ببغداد، ومنها ذهابه إلى مكة، فطاف، ورجع من ليلته.
أخبرنا أبو علي بن الخلال، أخبرنا جعفر الهمداني، أخبرنا السلفي:

(1) الخبر بأطول مما هنا في " طبقات " السبكي 5 / 262.
(2) انظر " طبقات " السبكي 5 / 263.
(3) سترد ترجمته برقم (425).
(٦١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 607 608 609 610 611 612 613 614 615 616 617 ... » »»