سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ٦١٠
المختار، وأحمد بن محمد بن بغراج، وهبة الله بن أحمد الرحبي، وأبو منصور أحمد بن محمد الصيرفي، وعلي بن عبد الواحد الدينوري، وخلق سواهم.
قال الخطيب (1): كتبنا عنه، وكان أحد الزهاد، ومن عباد الله الصالحين، يقرئ القرآن، ويروي الحديث، ولا يخرج من بيته إلا للصلاة، رحمة الله عليه، قال لي: ولدت سنة ستين وثلاث مئة، ومات في شعبان سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة، وغلقت جميع بغداد يوم دفنه، لم أر جمعا على جنازة أعظم منه.
قال أبو نصر هبة الله بن المجلي: حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن طلحة بن المنقي قال: حضرت والدي الوفاة، فأوصى إلي بما أفعله، وقال: تمضي إلى القزويني، وتقول له: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وقال لي: اقرأ على القزويني مني السلام، وقل له: بالعلامة أنك كنت بالموقف في هذه السنة، فلما مات، جئت إليه، فقال لي ابتداء: مات أبوك؟
قلت: نعم. قال: رحمه الله، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصدق أبوك.
وأقسم علي أن لا أحدث به في حياته.
أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا جعفر بن علي، أخبرنا السلفي قال:
سألت شجاعا الذهلي عن أبي الحسن القزويني، فقال: كان علم الزهاد والصالحين، وإمام الأتقياء الورعين، له كرامات ظاهرة معروفة يتداولها الناس، لم يزل يقرئ ويحدث إلى أن مات.
وقال أبو صالح المؤذن في " معجمه ": أبو الحسن القزويني الشافعي

(1) " تاريخ بغداد " 12 / 43.
(٦١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 605 606 607 608 609 610 611 612 613 614 615 ... » »»