سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ٤٠٤
تفقه على الشيخ أبي حامد (1)، وخلفه في حلقته، وكان عجبا في الفهم والذكاء وسعة العلم.
ارتحل به والده، فأسمعه من علي بن عبد الرحمن البكائي (2)، وغيره. وسمع ببغداد من أبي الحسين بن المظفر، والطبقة.
تلمذ له أبو بكر الخطيب، وروى عنه.
وروى أبوه عن إسماعيل الصفار ونحوه، ومات سنة سبع وأربع مئة.
قال الشريف المرتضى: دخل علي أبو الحسن بن المحاملي مع الشيخ أبي حامد، ولم أكن عرفته، قال لي أبو حامد: هذا أبو الحسن بن المحاملي، وهو اليوم أحفظ للفقه مني (3).
قال أبو إسحاق الشيرازي: تفقه بأبي حامد، وله عنه تعليقة (4) تنسب إليه، وله مصنفات كثيرة في الخلاف والمذهب.
قلت: ألف كتاب " المجموع " في عدة مجلدات، و " المقنع " (5)

(١) تقدمت ترجمته برقم (١١١).
(٢) نسبة إلى بني البكاء: وهم من بني عامر بن صعصعة. " الأنساب " ٢ / ٢٧٠.
(٣) انظر " تاريخ بغداد " ٤ / ٣٧٣، و " طبقات " السبكي ٤ / ٤٩.
(٤) هي التعليقة الكبرى في الفروع لأبي حامد الأسفراييني: قال النووي: واعلم أن مدار كتب أصحابنا العراقيين أو جماهير هم مع جماعات من الخراسانيين عن تعليق الشيخ أبي حامد، وهو في نحو خمسين مجلدا، جمع فيه من النفائس ما لم يشارك في مجموعه من كثرة المسائل والفروع، وذكر مذاهب العلماء، وبسط أدلتها والجواب عنها، وعنه انتشر فقه طريقة أصحابنا العراقيين. " تهذيب الأسماء واللغات " ٢ / ٢١٠.
(٥) نقل النووي أن المحاملي لما عمل " المقنع " أنكر عليه شيخه أبو حامد الأسفراييني لكونه جرد فيه المذهب، وأفرده عن الخلاف، وذهب إلى أن ذلك مما يقصر الهمم عن تحصيل الفنين، ويحمل على الاكتفاء بأحدهما، ومنعه من حضور مجلسه، حتى احتال لسماع درسه من حيث لا يحضر المجلس. " تهذيب الأسماء واللغات " 2 / 210.
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 ... » »»