سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ١٠٥
وقد صنف باسمه كتاب " الحجر "، فأمر له بجائزة قليلة (1).
وكان يقول: من قصر علمه في اللغة وغولط غلط (2).
قال سعد بن علي الزنجاني: كان أبو الحسين من أئمة اللغة، محتجا به في جميع الجهات غير منازع، رحل إلى الأوحد في العلوم أبي الحسن القطان، ورحل إلى زنجان، إلى صاحب ثعلب أحمد بن الحسن الخطيب، ورحل إلى ميانج إلى أحمد بن طاهر بن النجم، وكان يقول: ما رأيت مثله. قال سعد: وحمل أبو الحسين إلى الري ليقرأ عليه مجد الدولة ابن فخر الدولة، وحصل بها مالا منه، وبرع عليه، وكان أبو الحسين من الأجواد حتى إنه يهب ثيابه وفرش بيته، وكان من رؤوس أهل السنة المجردين على مذهب أهل الحديث.
قال: ومات بالري في صفر سنة خمس وتسعين وثلاث مئة (3)، وفيها ورخه أبو القاسم بن مندة، ووهم من قال: مات سنة تسعين (4).
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن: أخبرنا البهاء عبد الرحمن، أخبرنا عبد الحق اليوسفي، أخبرنا هادي بن إسماعيل، أخبرنا علي بن القاسم،

(١) قال الثعالبي: وكان الصاحب منحرفا عن أبي الحسين بن فارس لانتسابه إلى خدمة ابن العميد وتعصبه له، وأنفذ إليه من همذان كتاب " الحجر " من تأليفه، فقال الصاحب: رد الحجر من حيث جاءك. ثم لم تطب نفسه بتركه، فنظر فيه، وأمر له بصلة. " يتيمة الدهر " ٣ / ٢٠٠.
(٢) " إنباه الرواة " ١ / ٩٤.
(٣) انظر " إنباه الرواة " ١ / ٩٤، ٩٥، و " تاريخ الاسلام " ٤ / ٩٧، و " المستفاد " ٦٦، و " معجم الأدباء " ٤ / ٨٣، ٨٤، و " الوافي بالوفيات " 7 / 278، 279.
(4) وهو ابن خلكان في " وفيات الأعيان " 1 / 119، وكذلك ابن فرحون في " الديباج المذهب " 1 / 165. ووهم كذلك ابن الجوزي فأورده في وفيات سنة تسع وستين، والحميدي قال بموته في حدود سنة ستين، قال ياقوت: وكل منهما لا اعتبار به، لاني وجدت خط كفه على كتاب " الفصيح " تصنيفه وقد كتبه في سنة إحدى وتسعين وثلاث مئة.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»