سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ٧٩
وكان صاحب سنة واتباع، وباع مديد في الفقه، مع بصر بالاخبار، وأيام الناس، مع الورع والتقوى، وسعة الرواية.
رأيت له تأليفا في تسمية الرواة عن مالك، أوله: الحمد لله الحميد، ذي الرشد والتسديد، والحمد لله أحق ما بدي، وأولى من شكر الواحد الصمد، جل عن المثل فلا شبه له ولا عدل، عال على عرشه، فهو دان بعلمه، وذكر باقي الخطبة، ولم يكن له عمل طائل في الرواية.
قال ابن حزم: حدثنا أحمد بن إسماعيل الحضرمي، حدثنا محمد بن أحمد بن خلاص، حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان، حدثني إبراهيم بن عثمان.. فذكر حديثا واهيا، ثم قال ابن حزم: ابن شعبان في المالكية نظير عبدا لباقي بن قانع في الحنفية. فإما تغير حفظهما، وإما اختلطت كتبهما.
وقال القاضي عياض: كان ابن شعبان رأس المالكية بمصر، وأحفظهم للمذهب، مع التفنن، لكن لم يكن له بصر بالنحو.
قلت: وممن روى عنه خلف بن القاسم بن سهلون، وعبد الرحمن بن يحيى العطار، وآخرون.
مات في جمادي الأولى سنة خمس وخمسين وثلاث مئة.
61 - التجيبي * العلامة: شيخ المالكية بقرطبة، أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم بن مسرة التجيبي مولاهم الكتاني الطليطلي، نزيل قرطبة، فقيه قدوة، ورع

* تاريخ علماء الأندلس: 1 / 72، جذوة المقتبس: 168، بغية الملتمس: 235، الديباج المذهب: 1 / 296 - 297، شجرة النور الزكية: 1 / 90.
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»