سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ٤٨٦
ونقل بعضهم أن ابن حنزابة بعد موت كافور وزر للملك أبي الفوارس أحمد بن علي بن الإخشيذ، فقبض على جماعة من أرباب الدولة، وصادرهم، وصادر يعقوب بن كلس الذي وزر، فأخذ منه أربعة آلاف دينار، فهرب إلى المغرب، وتوصل وعظم قدره. ثم إن ابن حنزابة لم يقدر على إرضاء الإخشيذية وماجت الأمور، فاختفى مرتين، ونهبت داره، ثم قدم أمير الرملة، الحسن بن عبيد الله بن طغج، وتملك، وصادر ابن حنزابة وعذبه، فنزح إلى الشام سنة ثمان وخمسين، ثم رجع (1).
قال الحسن بن أمد السبيعي: قدم علينا الوزير جعفر بن الفضل إلى حلب، فتلقاه الناس، فكنت فيهم، فعرف أني محدث، فقال لي: تعرف إسنادا فيه أربعة من الصحابة؟ قلت: نعم، حديث السائب بن يزيد، عن حويطب، عن عبد الله بن السعدي، عن عمر رضي الله عنهم في العمالة (2) فعرف لي ذلك، وصار لي عنده منزلة.
قيل: كان الوزير عنده عدة وراقين، وكان يستعمل بسمرقند الكاغد، ويحمل إليه.
قلت: كاتب ابن حنزابة وعدة من الكبراء القائد جوهرا يطلبون الأمان، فأمنهم، ودخل في دست عظيم، فاستوزر ابن حنزابة مرة.
قال عبد الله بن يوسف: كنت عند ابن المهلبي بمصر، فقال: كنت حاضرا في دار الوزير ابن كلس، فدخل عليه أبو العباس ولد الوزير أبي الفضل بن حنزابة، وكان قد زوجه بابنته، فقال له: يا سيدي ما أنا بأجل من

(1) انظر " وفيات الأعيان ": 1 / 347.
(2) تقدم تخريج الحديث في ترجمة السبيعي ص: 298.
(٤٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 ... » »»