سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ٣٧٣
فقال: ها هنا فتى من نيسابور يحفظه، فقدمت فوقهم، ورويت الحديث، فقال الأمير: مثل هذا لا يضيع، فولاني قضاء الشاش.
قال أبو عبد الله بن البيع: تغير حفظ أبي أحمد لما كف، ولم يختلط قط، وسمعته يقول: كنت بالري وهم يقرؤون على عبد الرحمن ابن أبي حاتم كتاب " الجرح والتعديل " فقلت لابن عبدويه الوراق:
هذه ضحكة، أراكم تقرؤون كتاب " تاريخ البخاري " على شيخكم على الوجه، وقد نسبتموه إلى أبي زرعة وأبي حاتم، فقال: يا أبا أحمد اعلم أن أبا زرعة، وأبا حاتم لما حمل إليهما " تاريخ البخاري " قالا: هذا علم لا يستغنى عنه، ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا، فأقعدا عبد الرحمن، فسألهما عن رجل بعد رجل، وزادا فيه ونقصا. وسمعته يقول: سمعت أبا الحسين الغازي، يقول: سألت البخاري عن أبي غسان، فقال: عن ما تسأل عنه؟ قلت: شأنه في التشيع، فقال: هو على مذهب أئمة أهل بلده الكوفيين، ولو رأيتم عبيد الله بن موسى، وأبا نعيم وجماعة مشايخنا الكوفيين، لما سألتمونا عن أبي غسان.
قال ابن البيع: وسمعت أبا أحمد يقول: سمعت أبا الحسين الغازي، يقول: سمعت عمرو بن علي، سمعت يحيى بن سعيد، يقول:
عجبا من أيوب السختياني يدع ثابتا البناني لا يكتب عنه!
قيل: إن بعض العلماء نازعه أبو عبد الله بن البيع في عمر بن زرارة، وعمرو بن زرارة النيسابوري، وقال: هما واحد، قال: فقلت لأبي أحمد الحاكم: ما تقول فيمن جعلهما واحدا؟ فقال: من هذا الطبل؟.
قال الحاكم: أتينا أبا أحمد مع أبي علي الحافظ سنة أربعين، فقال أبو
(٣٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 ... » »»