سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ٣٠٨
ثمان وستين، ومن عليه العزيز وأعطاه أمرة كبيرة، وصار له موكب حتى خافه الوزير ابن كلس، فتحيل وسمه، ويقال: بل مرض ومات في أول سنة إحدى وسبعين وثلاث مئة.
وإلى شجاعته المنتهى، وهو من مماليك معز الدولة بن بويه.
وكان العزيز قد بذل مئة ألف دينار لمن أسر هفتكين، فتحيل عليه الأمير مفرج الطائي وأنزله، ثم غدر به وأسلمه.
وكان قد كتب إلى عضد الدولة أن الشام قد صفا، وصار في يدي، وزال عنه حكم العزيز، فإن قويتني بالمال والرجال حاربت القوم في دارهم، فأجابه عضد الدولة بهذا الألفاظ السائرة: غرك عزك، فصار قصار ذلك ذلك، فاخش فاحش فعلك، فعلك بهذا تهد، والسلام (1).
217 - الشيرازي * الوزير الأكمل، أبو الفرج، محمد بن العباس بن فسانجس الشيرازي الكاتب، كاتب معز الدولة، قلده ديوانه، ورد إليه ضبط المال مع وزيره المهلبي، وناب في الوزارة، فلما مات معز الدولة، تلقب أبو الفرج بالوزارة من المطيع لله، ثم ولي الوزارة لعز الدولة بن المعز في سنة تسع وخمسين وثلاث مئة، ثم إنه عزل بعد سنة وحبس.
قال إبراهيم الصابي: كان وقورا في المجلس، راجح الحلم، دينا، حسن الطريقة، وافر الأمانة. ولأحمد بن علي بن المنجم (2) يمدح أبا الفرج:

(١) الخبر بنحوه في " وفيات الأعيان ": ٤ / ٥٣، و " البداية والنهاية ": ١١ / ٣٠٠.
* الكامل لابن الأثير: ٩ / ٩، الوافي بالوفيات: ٣ / 198.
(2) الأبيات في ترجمته في " معجم الأدباء ": 3 / 251 - 252.
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»