سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ٢٧٩
وقال أبو نعيم: كان أحد الاعلام، صنف الاحكام والتفسير، وكان يفيد عن الشيوخ، ويصنف لهم ستين سنة. قال: وكان ثقة.
وروى أبو بكر بن المقرئ عن أبي الشيخ، فقال: حدثنا عبد الله ابن محمد القصير، أنبأني علي بن عبد الغني شيخنا: أنه سمع يوسف بن خليل الحافظ يقول: رأيت في النوم، كأني دخلت مسجد الكوفة، فرأيت شيخا طوالا لم أر شيخا أحسن منه، فقيل لي: هذا أبو محمد بن حيان، فتبعته وقلت له: أنت أبو محمد بن حيان؟ قال: نعم. قلت: أليس قد مت؟ قال: بلى. قلت: فبالله ما فعل الله بك؟ قال: " الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض " الآية: [الزمر: 74]، فقلت: أنا يوسف، جئت لاسمع حديثك وأحصل كتبك، فقال: سلمك الله، وفقك الله، ثم صافحته، فلم أر شيئا قط ألين من كفه، فقبلتها ووضعتها على عيني.
قلت: قد كان أبو الشيخ من العلماء العاملين، صاحب سنة واتباع، لولا ما يملا تصانيفه بالواهيات.
قال أبو نعيم: توفي في سلخ المحرم سنة تسع وستين وثلاث مئة.
ومات معه في السنة مسند بغداد أبو محمد بن ماسي، ومخلد بن جعفر الباقرحي، والامام أبو سهل محمد بن سليمان الصعلوكي، وآخرون، وقاضي القضاة ابن أم شيبان.
أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ، أخبرنا ابن خليل، أخبرنا مسعود الجمال، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن مهران الصالحاني، حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا محمد بن زكريا، حدثنا
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»