سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ٢٥٠
إليك طوى عرض البسيطة جاعل * قصارى المنايا أن يلوح بها القصر (1) فكنت وعزمي والظلام وصارمي * ثلاثة أشياء كما اجتمع النسر (2) وبشرت آمالي بملك هو الورى * ودار هي الدنيا ويوم هو الدهر وكان يقول الشعر، فقال أبياتا كفرية:
ليس شرب الراح إلا في المطر * وغناء من جوار في السحر مبرزات الكأس من مطلعها * ساقيات الراح من فاق البشر عضد الدولة وابن ركنها * ملك الاملاك غلاب القدر (3) نقل أنه لما احتضر ما انطلق لسانه إلا بقوله تعالى: (ما أغنى عني ما ليه، هلك عني سلطانيه) [الحاقة: 28 - 29] ومات بعلة الصرع، وكان شيعيا جلدا أظهر بالنجف قبرا زعم أنه قبر الإمام علي، وبنى عليه المشهد، وأقام شعار الرفض، ومأتم عاشوراء، والاعتزال، وأنشأ ببغداد البيمارستان العضدي وهو كامل في معناه، لكنه تلاشى الآن.
تملك العراق خمسة أعوام ونصفا، وما تلقى خليفة ملكا من قدومه قلبه، قدم بغداد، وقد تضعضعت، وخربت القرى، وقويت الزعار، فأوقع جنده بآل شيبان الحرامية، وأسروا منهم ثمان مئة، وأحكم البثوق، وغرس الزاهر، غرم على تمهيد أرضه ألف ألف درهم،

(١) رواية " الوفيات " قصارى المطايا أن يلوح لها القصر.
(٢) في الأصل: البشر، وما أثبت عن الوفيات وغيرها.
(٣) الأبيات في " يتيمة الدهر ": ٢ / ٢١٨، و " وفيات الأعيان ": ٤ / ٥٤، و " البداية والنهاية ": 11 / 300، وقال الأخير: قبحه الله، وقبح شعره، وقبح أولاده، فإنه قد اجترأ في أبياته هذه فلم يفلح بعدها.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»