سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ٢٣٨
وقد حضر أبو القاسم النصراباذي وجماعة، وتكلم قوال فقال:
جعلت تنزهي نظري إليكا فقال النصراباذي: قل، جعلت، فقال أبو سهل: بل جعلت، فرأينا النصراباذي ألطف قولا منه في ذلك، فقال: ما لنا وللتفرقة؟! أليس عين الجمع أحق؟ فسكت النصراباذي ومن حضر.
قلت: يشير إلى الوحدة وهي الجمع، وهذا الجمع مقيد بناظر ومنظور، وهو يرجع إلى القدر، فما جعل نظره حتى جعله الله، قال تعالى (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله) [الانسان: 30] يعني: إذا قلتها بالضم أو بالفتح فهما متلازمان.
قال السلمي: قال لي أبو سهل: أقمت ببغداد سبعة أعوام ما مرت بي جمعة إلى ولي على الشبلي وقفة أو سؤال. ودخل الشبلي على أبي إسحاق المروزي فرآني عنده، فقال: ذا المجنون من أصحابك، لا بل من أصحابنا.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله، أخبرنا محمد بن يوسف الحافظ، أخبرتنا زينب بنت أبي القاسم، (ح)، وأخبرنا أحمد عن زينب، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم، أخبرنا عمر بن مسرور، أخبرنا أبو سهل محمد بن سليمان الحنفي إملاء، حدثنا أبو قريش الحافظ، حدثنا يحيى بن سليمان ابن نضلة، حدثنا مالك عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن يأكل في معي، واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء " (1).

(1) هو في " الموطأ " 3 / 109، 110 بشرح السيوطي، ومن طريقه مسلم (2063) بهذا الاسناد، وأخرجه مالك أيضا، ومن طريقه البخاري 9 / 468 عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، وفي الباب عن أبي موسى الأشعري عند مسلم (2062)، عن ابن عمر عند البخاري 9 / 468، و مسلم (2060)، والترمذي (1819). قال ابن الأثير: هو تمثيل لرضى المؤمن باليسير من الدنيا، وحرص الكافر على الكثير منها.
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»