سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ٢٣١
وكان عالما أخباريا، وقورا، نسيج وحده.
وكان على نمطه أخوه عبد الله - الملقب بالولد - في محبة العلم، فقتل في أيام أبيه.
وكان الحكم موثقا في نقله، قل أن تجد له كتابا إلا وله فيه نظر وفائدة، ويكتب اسم مؤلفه ونسبه ومولده، ويغرب ويفيد.
ومن محاسنه أنه شدد في الخمر في ممالكه، وأبطله بالكلية، وأعدمه.
وكان يتأدب مع العلماء والعباد، التمس من زاهد الأندلس أبي بكر يحيى بن مجاهد الفزاري أن يأتي إليه، فامتنع، فمر في موكبه بيحيى وسلم عليه، فرد عليه، ودعا له، وأقبل على تلاوته، ومر بحلقة شيخ القراء أبي الحسن الأنطاكي، فجلس ومنعهم من القيام له، فما تحرك أحد.
مات بقصر قرطبة في صفر سنة ست وستين وثلاث مئة.
وبويع ابنه هشام وله تسع سنين أو أكثر ولقب بالمؤيد بالله، فكان ذلك سببا لتلاشي دولة المروانية، ولكن سدد أمر المملكة الحاجب الملقب بالمنصور أبي عامر محمد بن عبد الله بن أبي عامر القحطاني، وإليه كان العقد والحل، فساس أتم سياسة.
وقد تقدم المستنصر (1)، مع جدهم الداخل أيضا.
164 - عز الدولة * صاحب العراق، الملك، أبو منصور، بختيار بن الملك معز الدولة

(١) انظر الجزء الثامن من السير، رقم الترجمة (٦٣).
* يتيمة الدهر: ٢ / ٢١٨ - ٢١٩، المنتظم: ٧ / ٨١ - ٨٢، الكامل لابن الأثير:
٨ / ٥٧٥ - ٥٨٠، ٥٨٣، ٦٢٨، ٦٣٦، ٦٦٩ - ٦٧٣، ٦٨٨ - ٦٩٢، وفيات الأعيان:
١ / ٢٦٧ - ٢٦٨، المختصر في أخبار البشر: ٢ / ١١٩، العبر: ٢ / ٣٤٣ - ٣٤٤، عيون التواريخ: ١١ الورقة: ٢٨٢، الوافي بالوفيات: ١٠ / ٨٤ - ٨٦، البداية والنهاية: ١١ / 291 - 292، النجوم الزاهرة: 4 / 129، تاريخ الخلفاء: 649، شذرات الذهب: 3 / 59.
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»