سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ٧٦
وكان متصلعا من العلوم، ينكر الاشتقاق ويحيله (1). ومن محفوظه نقائض جرير والفرزدق، وشعر ذي الرمة (2). خلط نحو الكوفيين بنحو البصريين، وصار رأسا في رأي أهل الظاهر.
وكان ذا سنة ودين وفتوة ومروءة، وحسن خلق، وكيس، وله نظم ونثر (3).
صنف " غريب القرآن " و " كتاب المقنع " في النحو (4)، و " كتاب البارع " و " تاريخ الخلفاء " في مجلدين وأشياء.
مات في صفر سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة.
وكان محمد بن زيد (5) الواسطي المتكلم يؤذيه، وهجاه، فقال:
من سره أن لا يرى فاسقا * فليجتنب من أن يرى نفطويه (6) أحرقه الله بنصف اسمه * وصير الباقي صراخا عليه (7) وقال أيضا: من أراد أن يتناهى في الجهل، فليعرف الكلام على مذهب الناشئ (8)، والفقه على مذهب داود، والنحو على مذهب

(١) أي يرى فساده " إنباه الرواة ": ١ / ١٧٨.
(٢) " طبقات النحويين واللغويين ": ١٧٢.
(٣) أورد له ياقوت في " معجمه ": ١ / ٢٦٠ - ٢٦٦ بعض شعره في ترجمته له.
(٤) " الفهرست ": ١٢١.
(٥) في الأصل: يزيد، وهو تصحيف.
(٦) في الأصل: " فليجتنب أن لا يرى نفطويه ".
وهو على خلاف المعنى المراد من الشطر الأول. وما أثبتناه من ترجمة محمد بن زيد الواسطي في " الوافي بالوفيات ": 3 / 82.
(7) ينسب هذا البيت أيضا إلى ابن دريد في قصة مشهورة. انظر " نزهة الألباء ": 180.
(8) هو عبد الله بن محمد، أبو العباس، المعروف بابن شرشير الناشئ. شاعر متكلم
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»