سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ٧
قال أبو يعلى الخليلي (1): سمعت على عشرة من أصحابه. قال:
وله تصانيف، تدل على [علمه و] معرفته [بهذا الشأن].
قلت: وحدث عنه أبو أحمد الحاكم، وقال: تكلموا في روايته لكتاب " النسب " للزبير (2).
قلت: توفي سنة اثنتي عشرة وثلاث مئة، وقد قارب التسعين.
قال الحاكم: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي، حدثنا الحسن بن نصر الطوسي - بهراة في مجلس عثمان بن سعيد - حدثنا حيدون ابن عبد الله الواسطي، حدثنا صلة بن سليمان، عن أشعث بن عبد الملك، عن الفرزدق الشاعر، قال: رأى أبو هريرة قدمي، فقال: يا فرزدق، إني أرى قدميك صغيرتين، فاطلب لهما موضعا في الجنة، قلت: إن لي ذنوبا كثيرة، قال: لا تأس (3): فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " إن بالمغرب بابا مفتوحا للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها " (4).

(1) الحافظ الامام، أبو يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد القزويني، مصنف كتاب " الارشاد في علماء البلاد " ذكر فيه المحدثين وغيرهم من العلماء على ترتيب البلاد إلى زمانه.
توفي (446) وسترد ترجمته والنص الذي نقله المؤلف عنه هو في " الارشاد " الورقة 176، والزيادة منه.
(2) في " ميزان الاعتدال ": 1 / 509 تكلموا في روايته لكتاب النسب عن الزبير بن بكار.
(3) لا تحزن.
(4) صلة بن سليمان ضعفه يحيى بن معين، وقال النسائي: متروك، وقال الدارقطني:
يترك حديثه عن ابن جريح وشعبة، ويعتبر بحديثه عن أشعث بن عبد الملك، والفرزدق واسمه غالب بن همام ضعفه ابن حيان، فقال: كان قذافا للمحصنات، فيجب مجانبة روايته. قلت:
والمرفوع من الخبر ثابت، فقد أخرج مسلم (2703) في الذكر والدعاء: باب استحباب الاستغفار والاكثار منه من حديث أبي هريرة مرفوعا " من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها، تاب الله عليه ".
وقول ابن كثير في التفسير 2 / 193 بعد أن أورده عن ابن جرير: لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة وهم منه رحمه الله. وأخرج الإمام أحمد 4 / 240، 241، والترمذي (3535) و (3536) من طريق زرين حبيش قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي أسأله عن المسح على الخفين.... وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن من قبل المغرب بابا مسيرة عرضه سبعون أو أربعون عاما فتحه الله عز وجل للتوبة يوم خلق السماوات والأرض لا يغلقه حتى تطلع الشمس منه، وذلك قول الله عز وجل: (يوم تأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها).
وسنده حسن، وصححه ابن حبان (186)، وقال الترمذي: حسن صحيح وهو في سنن ابن ماجة (4070) وأخرج الإمام أحمد (1671) بسند حسن من حديث عبد الله بن السعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تنقطع الهجرة ما دام العدو يقاتل " فقال معاوية وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن عمرو بن العاص، إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الهجرة خصلتان، إحداهما: أن تهجر السيئات، والاخرى أن تهاجر إلى الله ورسوله، ولا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة، ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب فإذا طلعت، طبع على كل قلب بما فيه، وكفي الناس العمل ".
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»