سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ٤٤٩
وليلة (1)، ويصوم يوما و [يفطر] يوما، ويختم يوم الجمعة ختمة أخرى في ركعتين في الجامع قبل صلاة الجمعة [سوى التي يختمها كل يوم]، حسن الثياب رفيعها، حسن المركوب، فصيحا غير مطعون عليه في لفظ ولا فضل ثقة في اليد والفرج واللسان، مجموعا على صيانته وطهارته حاذقا بعلم القضاء. أخذ ذلك عن أبي عبيد القاضي (2).
وأخذ علم الحديث عن النسائي، والفقه عن محمد بن عقيل الفريابي، وعن بشر بن نصر، وعن منصور بن إسماعيل، وابن بحر، وأخذ العربية عن ابن ولاد، وكان لحبه الحديث لا يدع المذاكرة، وكان يلزمه محمد بن سعد الباوردي الحافظ، فأكثر عنه من مصنفاته، فذاكره يوما بأحاديث، فاستحسنها ابن الحداد، وقال: اكتبها لي، فكتبها له، فجلس بين يديه، وسمعها منه وقال: هكذا يؤخذ العلم، فاستحسن الناس ذلك منه، وكان تتبع ألفاظه، وتجمع أحكامه. وله كتاب " الباهر "، في الفقه نحو مئة جزء، و " كتاب الجامع ".
وفي ابن الحداد، يقول أحمد بن محمد الكحال:
الشافعي تفقها والأصمعي * تفننا (1) والتابعين (2) تزهدا قال ابن زولاق: حدثنا ابن الحداد بكتاب " خصائص علي " رضي الله عنه، عن النسائي، فبلغه عن بعضهم شئ في علي، فقال: لقد هممت أن أملي الكتاب في الجامع.

(1) في " طبقات الشافعية ": وليله في صلاة.
(2) " طبقات الشافعية ": 3 / 81، وما بين حاصرتين منه.
(3) في " طبقات الشافعية ": تيقنا.
(4) في طبقات الشافعية: والتابعون.
(٤٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 ... » »»