سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ٤٣١
ابن عمرو، المديني ثم المصري الخامي (1).
سمع يونس بن عبد الأعلى، وبحر بن نصر الخولاني، وجماعة.
حدث عنه: أبو عبد الله بن مندة، وأبو الحسين بن جميع، وأبو محمد بن النحاس، ومنير بن أحمد الخشاب وآخرون.
وحديثه من عوالي الخلعيات (2).
وكان قد عدله القاضي عبد الله بن وليد الظاهري. فلما عزل ابن وليد، أسقطه القاضي الجديد في جماعة، فتجمعوا، ودخلوا على كافور نائب مصر وفيهم أبو الطاهر، فقال: أيها الأستاذ، حدثنا يونس، حدثنا ابن عيينة، عن الزهري، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تحاسدوا، ولا تقاطعوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا. ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث " (3).
وهؤلاء القوم قاطعونا وهاجرونا، وصاروا بمخالفة الحديث عصاة غير مقبولين. فلان لهم كافور، ووعد بخير.
توفي أبو الطاهر المديني في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وثلاث مئة وعاش ثلاثا وتسعين سنة.
أخبرنا علي بن محمد الحافظ، وإسماعيل بن عبد الرحمن، قالا:

(1) في " العبر " و " الشذرات ": الحامي، بالحاء المهملة، وهو تصحيف.
(2) انظر ص / 314 / تعليق / 2 / من هذا الجزء.
(3) إسناده صحيح، وأخرجه مالك 2 / 906، 907 في حسن الخلق، ومن طريقه البخاري 10 / 413 في الأدب، ومسلم (2559) في البر والصلة، عن الزهري، عن أنس.
وقوله: " ولا تدابروا " معناه: التهاجر والتصارم مأخوذ من تولية الرجل دبره إذا رأى أخاه وإعراضه عنه.
(٤٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 ... » »»