سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ٢٩
وارتحل إلى الشام في سنة ثمان وستين ومئتين. فلقي القاضي أبا خازم (1)، وتفقه أيضا عليه.
ذكره أبو سعيد بن يونس، فقال: عداده في حجر الأزد (2): وكان ثقة ثبتا فقيها عاقلا، لم يخلف مثله. ثم ذكر مولده وموته (3).
أخبرنا عمر بن عبد المنعم، أخبرنا أبو اليمن الكندي إجازة، أخبرنا علي بن عبد السلام، أخبرنا الشيخ أبو إسحاق في " طبقات الفقهاء " قال: وأبو جعفر الطحاوي انتهت إليه رئاسة أصحاب أبي حنيفة بمصر أخذ العلم عن أبي جعفر بن أبي عمران، وأبي خازم وغيرهما، وكان شافعيا يقرأ على أبي إبراهيم المزني، فقال له يوما: والله لا جاء منك شئ، فغضب أبو جعفر من ذلك، وانتقل إلى ابن أبي عمران، فلما صنف مختصره، قال: رحم الله أبا إبراهيم: لو كان حيا لكفر عن يمينه. صنف " اختلاف العلماء " و " الشروط "، و " أحكام القرآن "، و " معاني الآثار ". ثم قال: ولد سنة ثمان وثلاثين ومئتين. قال: ومات سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة (4).
قال أبو سليمان بن زبر: (5) قال لي الطحاوي: أول من كتبت عنه الحديث: المزني، وأخذت بقول الشافعي، فلما كان بعد سنين، قدم أحمد بن أبي عمران قاضيا على مصر، فصحبته، وأخذت بقوله.

(1) عبد الحميد بن عبد العزيز، أبو خازم: قاض، فرضي، من أهل البصرة، ولي لقضاء بالشام والكوفة وكرخ بغداد. توفي سنة / 292 / ه‍. " تاريخ بغداد ": 11 / 62 - 67.
(2) انظر الصفحة / 27 / تعليق رقم / 4 /.
(3) " تذكرة الحفاظ ": 3 / 809.
(4) " طبقات الشيرازي ": 142.
(5) هو محمد بن عبد الله بن أحمد، الدمشقي: حافظ ثقة، توفي سنة / 379 / ه‍.
" العبر ": 3 / 12.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»