سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٢٧٩
قصد دخول ذلك في يمينه.
وأما على مذهب داود بن علي، وابن حزم، والشيعة، وغيرهم، فلا شئ عليه، ورأوا الحلف والايمان بالطلاق من أيمان اللغو، وأن اليمين لا تنعقد إلا بالله.
وذهب إمام (1) في زماننا إلى أن من حلف على حض أو منع بالطلاق، أو العتاق، أو الحج ونحو ذلك فكفارته كفارة يمين، ولا طلاق عليه.
قال ابن جرير في كتاب " التبصير في معالم الدين ": القول فيما أدرك علمه من الصفات خبرا، وذلك نحو إخباره تعالى أن سميع بصير، وأن له يدين بقوله:
(بل يداه مبسوطتان) [المائدة: 64] وأن له وجها بقوله: (ويبقى وجه ربك) [الرحمن: 27] وأنه يضحك بقوله في الحديث: " لقي الله وهو يضحك إليه " (2). و " أنه ينزل إلى سماء الدنيا " لخبر رسوله بذلك (3)، وقال

(١) هو شيخ الاسلام ابن تيمية، وقد جاء في هامش الأصل ما نصه:
" أخطأ هذا الامام فيما ذهب إليه، وبدع بذلك، وحجر عليه، واعتقل غير مرة إلى أن مات.
وقد نقل الاجماع في المسألة على خلاف قوله جماعة من الأئمة، ورد عليه غير واحد من المحققين، وبالله المستعان ".
(٢) الحديث في " الصحيحين " وسيذكر المؤلف نصه في الصفحة (٥٦٢) من هذا الجزء.
(٣) أخرج مالك في " الموطأ " ١ / ٢١٤ في القرآن: باب ما جاء في الدعاء، والبخاري:
٣ / ٢٥ ٢٦ في التهجد: باب الدعاء والصلاة من آخر الليل، و ١١ / ١١٠ في الدعوات: باب الدعاء نصف الليل، و 13 / 389 في التوحيد: باب قول الله تعالى: (يريدون أن يبدلوا كلام الله)، ومسلم (758) في صلاة المسافرين: باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل، والترمذي (3498) وأبو داود (1315) كلهم من طريق ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له؟ ".
وقد شرح هذا الحديث شيخ الاسلام شرحا مفصلا في كتابه " حديث النزول " وهو مطبوع.
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»