سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٢٤٩
وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو بكر النقاش، ومحمد بن أحمد بن شاذان، وآخرون.
قال السلمي: كان إمام وقته، لم يكن في المشايخ أحد على طريقته في تذليل النفس وإسقاط الجاه.
قال أبو القاسم القشيري: كان نسيج وحده في إسقاط التصنع. يقال:
كتب إلى الجنيد: لا أذاقك الله طعم نفسك، فإن ذقتها لا تفلح (1).
وقال: إذا رأيت المريد يشتغل بالرخص فاعلم أنه لا يجئ منه شئ.
وقيل: كان يسمع الأبيات ويبكي.
مات سنة أربع وثلاث مئة. وقد سمع قوالا ينشد (2):
رأيتك تبني دائما في قطيعتي * ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني (3) كأني بكم والليت أفضل قولكم * ألا ليتنا كنا إذا الليت لا تغني (4) فبكى كثيرا وقال للمنشد: يا أخي! لا تلم أهل الري أن يسموني زنديقا، أنا من بكرة أقرأ في المصحف ما خرجت من عيني دمعة، ووقع مني إذ غنيت ما رأيت.

(١) انظر " الرسالة القشيرية " ص 22، وفيها: " فإنك إن ذقتها لم تذق بعدها خيرا أبدا ".
(2) في معرفة اسم هذا المنشد اختلاف، فهو في " حلية الأولياء " 10 / 240: يتيمك الرازي، وفي " تاريخ بغداد " 14 / 317 و " طبقات الأولياء " ص 380: أبو الحسين الدراج.
انظر في ذلك الحاشية (9) من الصفحة 380 من " طبقات الأولياء ".
(3) كذا الأصل: وفي المصادر التي أشرنا إليها في التعليق السابق: " دائبا ".
(4) كذا الأصل: وهي كذلك في " طبقات ابن الملقن "، أما الحلية ففيها: " اللبث " بدل " الليت ".
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»