سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٢٣٣
زرعة، فولاه القضاء. وقيل: إن المعتضد نفذ له عهدا.
قال: وكان أبو زرعة يرقي من وجع الضرس، ويعطي الموجوع حشيشة توضع عليه فيسكن.
وكان يوفي عن الغرماء الضعفي.
وسمعت الفقيه محمد بن أحمد بن الحداد يقول: سمعت منصورا الفقيه يقول: كنت عند القاضي أبي زرعة، فذكر الخلفاء، فقلت: أيجوز أن يكون السفيه وكيلا؟ قال: لا. قلت: فوليا لامرأة؟ قال: لا. قلت:
فخليفة؟ قال: يا أبا الحسن! هذه من مسائل الخوارج.
وكان أبو زرعة شرط لمن حفظ مختصر المزني مئة دينار وهو الذي أدخل مذهب الشافعي دمشق، وكان الغالب عليه قول الأوزاعي.
وكان من الأكلة: بأكل سل مشمش وسل تين.
بقي على قضاء مصر ثمان سنين. فصرف، ورد إلى القضاء محمد بن عبدة (1).
قلت: مات بدمشق سنة اثنتين وثلاث مئة.
136 أبو الخيار * ومات بالأندلس العلامة أبو الخيار، هارون بن نصر الأندلسي الفقيه الشافعي، تلميذ الامام بقي محمد بن مخلد (2)، صحبه زمانا، وأثر عنه، ثم مال

(1) هو محمد بن عبدة بن حرب، والخبر في " ولاة مصر " ص 271. وانظر " حسن المحاضرة " 2 / 145.
* تاريخ علماء الأندلس: 2 / 169، جذوة المقتبس: 364، بغية الملتمس: 484.
(2) هو الإمام الحافظ، أبو عبد الرحمن الأندلسي، أحد الأئمة الاعلام، صنف التفسير الكبير والمسند الكبير. قال المؤلف في " العبر " 2 / 56: " قال ابن حزم: أقطع أنه لم يؤلف في الاسلام مثل تفسيره. وكان بقي علامة، فقيها، مجتهدا، صواما، قواما، متبتلا، عديم المثيل ".
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»