سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٢٣٢
كما يخلع الخاتم من الإصبع، فالعنوه.
ثم تمت ملحمة بالرملة بين الملك خمارويه بن أحمد بن طولون، وبين ابن الموفق، فانتصر فيها أحمد بن الموفق الذي ولي الخلافة، ولقب بالمعتضد، فلما انتصر دخل دمشق، وأخذ هذا، ويزيد بن عبد الصمد، وأبا زرعة النصري الحافظ في القيود، ثم استحضرهم في الطريق وقال: أيكم القائل: قد نزعت أبا أحمق؟ قال: فربت ألسنتنا، وأيسنا من الحياة. قال الحافظ: فأبلست (1)، وأما يزيد فخرس وكان تمتاما. وكان ابن عثمان أصغرنا، فقال: أصلح الله الأمير. فقال كاتبه: قف حتى يتكلم أكبر منك.
فقلت: أصلحك الله هو يتكلم عنا. قال: قل. فقال: والله ما فينا هاشمي صريح. ولا قرشي صحيح، ولا عربي فصيح، ولكنا قوم ملكنا أي قهرنا.
وروى أحاديث في [السمع و] الطاعة، وأحاديث في العفو والاحسان. وهو كان المتكلم بتيك اللفظة. وقال: وإني أشهد الأمير أن نسائي طوالق، وعبيدي أحرار، ومالي حرام إن كان في هؤلاء القوم أحد قال هذه الكلمة، فوراءنا حرم وعيال، وقد تسامع الخلق بهلاكنا، وقد قدرت، وإنما العفو بعد المقدرة. فقال لكاتبه: أطلقهم، لأكثر الله منهم. قال: فاشتغلت أنا ويزيد في نزه أنطاكية عند عثمان بن خرزاذ، وسبق هو إلى حمص.
قال ابن زولاق في " تاريخ قضاة مصر ": ولي أبو زرعة، وكان يوالي على مذهب الشافعي ويصانع عليه، وكان عفيفا، شديد التوقف في إنفاذ الاحكام، وله مال كثير، وضياع كبار بالشام، واختلف في أمره، فقيل: إنه كان في عهد الملك هارون بن خمارويه متولي مصر: ان القضاء إلى أبي

(1) أي: سكت.
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»