سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٢٢٤
لأمر المغرب وظهور دعاة الشيعة هناك، واهتم لذلك، وعقد لأبي النمر (1) على برقة في جيش كثيف، ثم عزله بالأمير خير، فالتقوا، فانهزم المصريون، ثم كتب تكين إلى عامل إفريقية يدعوه إلى الطاعة سنة ثلاث مئة لا ثم أقبل حباسة (2) في مئة ألف، فأخذ الإسكندرية سنة اثنتين وثلاث مئة، وأقبل من العراق القاسم بن سيماء مددا لتكين، وقد أحمد بن كيغلغ وأمراء، ثم التقى الجمعان، واستحر القتل (3) بالمغاربة، وانهزم حباسة، وكان المصاف بالجيزة، ثم خرج كمين لحباسة، ومالوا على المصريين، فقتل نحو عشرة آلاف، ثم أصبحوا على المصاف والسيف يعمل، وقاتلت العوام قتال الحريم، وكانت وقعة مشهودة.
ثم أقبل مؤنس الخادم (4) في جيوشه من بغداد إلى مصر، فعزل تكين في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاث مئة.
ثم في صفر سنة ثلاث ولي إمرة مصر ذه (5) الرومي الأعور، ورجعت المغاربة إلى إفريقية.
ثم عاد تكين إلى ولاية مصر سنة سبع، ثم عزل سنة تسع، ثم أعيد

(1) أبو النمر: هو أحمد بن صالح. انظر " ولاة مصر " للكندي: 286 287.
(2) كذا الأصل، وهو كذلك في " مشتبه النسبة " و " تاريخ الاسلام " للمؤلف، وقد اختلفت المراجع في ضبط اسم هذا القائد: فقد ضم ابن الأثير حاءه، وجعله ياقوت بالشين وضم الحاء، أما صاحب " القاموس " فقال: هو بالخاء والسين. وهو حباسة بن يوسف. انظر " عبر الذهبي " 2 / 121، و " ولاة مصر " ص 287.
(3) أي: اشتد القتل وكثر.
(4) الملقب بالمظفر، قال المؤلف في " العبر " 2 / 188: " وكان أميرا معظما، شجاعا منصورا، لم يبغ أحد من الخدام منزلته إلا كافور صاحب مصر. توفي سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة ".
(5) كذا الأصل، وفي " ولاة مصر " 291، و " النجوم الزاهرة " 3 / 186: وحسن المحاضرة 1 / 596 " ذكاء ".
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»