السياري، سمعت محمد بن داود بن يزيد الرازي، سمعت أبا زرعة يقول:
ارتحلت إلى أحمد بن صالح المصري، فدخلت عليه، مع أصحاب الحديث، فتذاكرنا إلى أن ضاق الوقت،، ثم أخرجت من كمي أطرافا، فيها أحاديث سألته عنها، فقال لي: تعود، فعدت من الغد، ومعي أصحاب الحديث، فأخرجت الأطراف، وسألته عنها، فقال: تعود. فقلت: أليس قلت لي بالأمس: تعود؟! ما عندك مما يكتب، أورد علي مسندا أو مرسلا أو حرفا مما أستفيد، فإن لم أروه لك عمن هو أوثق منك، فلست بأبي زرعة، ثم قلت (1): من ها هنا ممن نكتب عنه؟ قالوا: يحيى بن بكير.
ابن جوصا: سمعت أبا إسحاق الجوزجاني يقول: كنا عند سليمان بن عبد الرحمن، فلم يأذن لنا أياما، ثم دخلنا عليه، فقال: بلغني ورود هذا الغلام - يعني أبا زرعة - فدرست للالتقاء به ثلاث مئة ألف حديث.
وعن أبي حاتم، قال: كان أبو زرعة لا يأكل الجبن، ولا الخل.
وقال أحمد بن محمد بن سليمان: سمعت أبا زرعة يقول: لا تكتبوا عني بالمذاكرة، فإني أخاف أن تحملوا خطأ، هذا ابن المبارك كره أن يحمل عنه بالمذاكرة، وقال لي إبراهيم بن موسى: لا تحملوا عني بالمذاكرة شيئا.
وسمعت أبا زرعة يقول: إذا انفرد ابن إسحاق بالحديث، لا يكون حجة. ثم روى له حديث القراءة خلف الإمام (2)، وسمعته يقول: كان