سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٥٧٧
صاحب نوادر وطرف.
قال ابن حماد النحوي: كان ثعلب أعلم باللغة، وبنفس النحو من المبرد، وكان المبرد أكثر تفننا في جميع العلوم من ثعلب، قلت: له تصانيف كثيرة، يقال: إن المازني أعجبه جوابه، فقال له: قم فأنت المبرد، أي: المثبت للحق، ثم غلب عليه: بفتح الراء (1).
وكان آية في النحو. كان إسماعيل القاضي يقول: ما رأى المبرد مثل نفسه.
مات المبرد في أول سنة ست وثمانين ومئتين.
300 - العكبري * الشيخ، المحدث، الثقة، الجليل، أبو محمد، خلف بن عمرو العكبري.
حج، وسمع من: أبي بكر الحمدي، وسعيد بن منصور، وحسن ابن الربيع، ومحمد بن معاوية النيسابوري.

(١) ونقل ابن خلكان في " الوفيات ": ٤ / ٢٣١، عن ابن الجوزي في " الألقاب " أنه قال: " سئل المبرد: لم لقبت بهذا اللقب؟ فقال: كان سبب ذلك أن صاحب الشرطة طلبني للمنادمة والمذاكرة، فكرهت الذهاب إليه، فدخلت إلى أبي حاتم السجستاني، فجاء رسول الوالي يطلبني، فقال لي أبو حاتم: ادخل في هذا - يعني: غلاف مزملة فارغا - فدخلت فيه، وغطى رأسه. ثم خرج إلى الرسول وقال: ليس هو عندي، فقال: أخبرت أنه دخل إليك فقال:
ادخل الدار وفتشها، فدخل، فطاف كل موضع في الدار، ولم يفطن لغلاف المزملة، ثم خرج، فجعل أبو حاتم يصفق وينادي على المزملة: المبرد، المبرد، وتسامع الناس بذلك، فلهجوا به ".
والمزملة: بضم الميم، وفتح الزاي، والميم المشددة: جرة خضراء يبرد فيها الماء.
* تاريخ بغداد: ٨ / ٣٣١ - ٣٣٢، المنتظم: ٦ / ٨٤، عبر المؤلف: ٢ / ١٠٦، البداية والنهاية: ١١ / 108، شذرات الذهب: 2 / 225.
(٥٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 572 573 574 575 576 577 578 579 580 581 582 ... » »»