سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٤١٥
سنين، وقبره مشهور يزار، وشيعه خلق عظيم. وسمعت محمد بن أبي القاسم المذكر يقول: سمعت أبي يقول: لو كان الحسين بن الفضل في بني إسرائيل لكان ممن يذكر في عجائبهم. وسمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول: ما رأيت أفصح لسانا من الحسين بن الفضل (1).
قال محمد بن يعقوب الكرابيسي: كان الحسين بن الفضل في آخر عمره يأمرنا أن نبسط بحذاء سكة عمار، فكنا نحمله في المحفة (2)، فمر به جماعة من الفرسان على زي أهل العلم، فرفع حاجبه، ثم قال لي: من هؤلاء؟ قلت: هذا أبو بكر بن خزيمة وجماعة معه، فقال: يا سبحان الله!
بعد أن كان يزورنا في هذه الدار إسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع، يمر بنا ابن خزيمة فلا يسلم.
الحاكم: سمعت إبراهيم بن مضارب، سمعت أبي يقول: كان علم الحسين بن الفضل بالمعاني إلهاما من الله، فإنه كان قد تجاوز حد التعليم.
قال: وكان يركع في اليوم والليلة ست مئة ركعة، ويقول: لولا الضعف والسن لم أطعم بالنهار.
وسمعت أبا زكريا العنبري: سمعت أبي يقول: لما قلد المأمون عبد الله بن طاهر خراسان، قال: يا أمير المؤمنين! حاجة. قال: مقضية.
قال: تسعفني بثلاثة: الحسين بن الفضل، وأبو سعيد الضرير، وأبو إسحاق القرشي، قال: أسعفناك، وقد أخليت العراق من الافراد (3).

(١) انظر: لسان الميزان: ٢ / ٣٠٨.
(٢) المحفة: هودج لا قبة له.
(٣) انظر لسان الميزان: ٢ / 308.
(٤١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 ... » »»