سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٣٩
قال: ذاك أحمد السرماري. قال: فلم لم تحمله معك؟ قلت: توفي، فصك في وجهي، وقال: لو أعلمتني أنه هو لكنت أعطيه خمس مئة برذون (1)، وعشرة آلاف شاة.
وعن بكر بن منير، قال: رأيت السرماري أبيض الرأس واللحية، ضخما، مات بقريته، فبلغ كراء الدابة إليها عشرة دراهم، وخلف ديونا كثيرة، فكان غرماؤه ربما يشترون من تركته حزمة القصب بخمسين درهما، إلى مئة، حبا له، فما رجعوا حتى قضي دينه.
عن عمران بن محمد المطوعي: سمعت أبي يقول: كان عمود المطوعي السرماري وزنه ثمانية عشر منا (2)، فلما شاخ جعله اثني عشر منا، وكان به يقاتل.
قال غنجار: سمعت محمد بن خالد وأحمد بن محمد، قالا: سمعنا عبد الرحمن بن محمد بن جرير، سمعت عبيد الله بن واصل، سمعت أحمد السرماري يقول، وأخرج سيفه، فقال: أعلم يقينا أني قتلت به ألف تركي، وإن عشت قتلت به ألفا أخرى، ولولا خوفي أن يكون بدعة لأمرت أن يدفن معي (3).
وعن محمود بن سهل الكاتب، قال: كانوا في بعض الحروب يحاصرون مكانا، ورئيس العدو قاعد على صفة (4)، فرمى السرماري

(١) البرذون: ضرب من الدواب، يخالف الخيل العراب، عظيم الخلقة، غليظ الأعضاء.
(٢) المن: زنة رطلين.
(٣) انظر: تهذيب التهذيب: ١ / 14.
(4) الصفة: الظلة، والبهو الواسع العالي السقف.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»