سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٣٢٢
يعني إلى هراة - أتيت ابن خزيمة، فسألته أن يكتب لي إليه، فكتب إليه، فدخلت هراة في ربيع الأول، سنة ثمانين ومئتين، فأوصلته الكتاب، فقرأه، ورحب بي، وسأل عن ابن خزيمة، ثم قال: يا فتى! متى قدمت؟ قلت:
غدا. قال: يا بني! فارجع اليوم، فإنك لم تقدم بعد، حتى تقدم غدا (1).
قال أحمد بن محمد بن الأزهر: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: أتاني محمد بن الحسين السجزي، وكان قد كتب عن يزيد بن هارون، وجعفر بن عون، فقال: يا أبا سعيد! إنهم يجيؤوني، فيسألوني أن أحدثهم، وأنا أخشى أن لا يسعني ردهم. قلت: ولم؟ قال: لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " من سئل عن علم، فكتمه، ألجم بلجام من نار " (2).
فقال: إنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن علم تعلمه، وأنت لا تعلمه (3).
قال يعقوب القراب: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قد نويت أن لا أحدث عن أحد أجاب إلى خلق القرآن. قال: فتوفي قبل ذلك.
قلت: من أجاب تقية، فلا بأس عليه، وترك حديثه لا ينبغي.
قلت: كان عثمان الدارمي جذعا في أعين المبتدعة، وهو الذي قام

(1) في: تاريخ ابن عساكر: خ: 11 / 50 ا: " قال: يا بني فارجع إليهم، فإنك تقدم غدا، فسودت، ثم قال لي: لا تخجل يا بني، فإني أقمت في بلدكم سنتين، فكان مشايخكم إذ ذاك يحتملون عني مثل هذا ".
(2) حديث صحيح أخرجه من حديث أبي هريرة أحمد 2 / 263 و 305 و 344 و 353 و 495، وأبو داود (3658) في العلم: باب كراهية منع العلم، والترمذي (2651) في العلم: باب ما جاء في كتمان العلم، وابن ماجة (261) و (266) وحسنه الترمذي، وصححه ابن حبان (95) وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو، صححه ابن حبان (96) والحاكم 1 / 102، ووافقه الذهبي.
(3) تاريخ ابن عساكر: خ: 11 / 50؟.
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»