سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٢٧٤
المستفيض على الألسنة حتى يكون كالمتواتر. وقال المؤتمن الساجي:
سمعت عبد الله بن محمد الأنصاري يقول: هو بضم التاء. ونقل الحافظ أبو الفتح بن اليعمري (1)، أنه يقال فيه: ترمذ، بالفتح.
وعن أبي علي منصور بن عبد الله الخالدي، قال: قال أبو عيسى صنفت هذا الكتاب، وعرضته على علماء الحجاز، والعراق وخراسان، فرضوا به، ومن كان هذا الكتاب - يعني " الجامع " - في بيته، فكأنما في بيته نبي يتكلم (2).
قلت: في " الجامع " علم نافع، وفوائد غزيرة، ورؤوس المسائل، وهو أحد أصول الاسلام، لولا ما كدره بأحاديث واهية، بعضها موضوع، وكثير منها في الفضائل.
وقال أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الخالق: " الجامع " على أربعة أقسام: قسم مقطوع بصحته، وقسم على شرط أبي داود والنسائي كما بينا، وقسم أخرجه للضدية، وأبان عن علته، وقسم رابع أبان عنه، فقال: ما أخرجت في كتابي هذا إلا حديثا قد عمل به بعض الفقهاء، سوى حديث:
" فإن شرب في الرابعة فاقتلوه " (3). وسوى حديث: " جمع بين الظهر

(١) هو: أبو الفتح محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد اليعمري الأندلسي الإشبيلي، المعروف بابن سيد الناس. ذكره المؤلف في " معجمه المختص " وقال: " أحد أئمة هذا الشأن. كتب بخطه المليح كثيرا، وخرج وصنف، وصحح وعلل، وفرع وأصل. وكان حلو النادرة، حسن المحاضرة، جالسته وسمعت قراءته، وأجاز لي مروياته " صنف كتبا نفيسة، منها: " عيون الأثر في المغازي والشمائل والسير "، وشرح قطعة من كتاب الترمذي، إلى كتاب الصلاة في مجلدين. توفي سنة (٧٣٤ ه‍). وكان أثريا في المعتقد، يحب الله ورسوله.
(٢) تذكرة الحفاظ: ٢ / ٦٣٤ (٣) أخرجه الترمذي (١٤٤٤) في الحدود من طريق أبي كريب، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن معاوية، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد في الرابعة، فاقتلوه ". وأخرجه من حديث معاوية: أبو داود (٤٤٨٢)، وأحمد ٤ / ٩٣ ". و ٩٥ و ٩٦ و ٩٧ و ١٠١ والطحاوي في " شرح معاني الآثار " ٣ / ١٥٩، وابن ماجة (٢٥٧٣) والحاكم ٤ / ٣٧٢، والبيهقي ٨ / ٣١٣، وابن حبان (١٥١٩). قال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة، والشريد، وشرحبيل بن أوس، وجرير، وأبي الرمداء البلوي، وعبد الله بن عمرو.
قلت: حديث أبي هريرة أخرجه أحمد ٢ / ٢٨٠ و ٢٩١، وأبو داود (٤٤٨٤)، والنسائي ٨ / ٣١٤، وابن ماجة (٢٥٧٢)، وابن الجارود في " المنتقي " (٨٣١) والطحاوي في " شرح معاني الآثار " ٣ / ١٥٩، والحاكم ٤ / ٣٧١، وابن حبان (١٥١٧) والطيالسي في مسنده (٢٣٣٧).
وحديث الشريد رواه أحمد ٤ / ٣٨٨، ٣٨٩، والدارمي ٢ / ١٧٥، ١٧٦.
وحديث شرحبيل بن أوس رواه أحمد ٤ / ٢٣٢، والحاكم ٤ / ٣٧٣.
وحديث جرير رواه البخاري في " التاريخ الكبير " ٢ / ١ / ١٣١، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " ٣ / ١٥٩، والحاكم ٤ / ٣٧١.
وحديث أبي الرمداء البلوي رواه ابن عبد الحكم في " فتوح مصر " ٣٠٢، والدولابي في " الكنى " ١ / ٣٠.
وحديث عبد الله بن عمرو رواه أحمد ٢ / ١٦٦، و ٢١٤، والحاكم ٤ / ٣٧٢، والطحاوي ٣ / ١٥٩، وانظر نصب الراية ٣ / ٣٤٦، ٣٤٩، ومجمع الزوائد ٦ / ٢٧٧،، ٢٧٨، وشرح العلل ١ / 4، 5 لابن رجب.
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»