فسلم إليه نفسك، يعمل بها ما شاء. دخلنا يوما بغلس على عبد الرحمن في مرض موته، فكان على الفراش قائما يصلي، وركع فأطال الركوع (1).
ومن كلامه: قال: وجدت ألفاظ التعديل والجرح مراتب: فإذا قيل: ثقة: أو: متقن. احتج به، وإن قيل: صدوق، أو: محله الصدق، أو: لا بأس به، فهو ممن يكتب حديثه، وينظر فيه [وهي المنزلة الثانية]، وإذا قيل: شيخ، فيكتب حديثه، وهو دون ما قبله، وإذا قيل:
صالح الحديث، فيكتب حديثه وهو دون ذلك يكتب للاعتبار، وإذا قيل:
لين، فدون ذلك، وإذا قالوا: ضعيف الحديث، فلا يطرح حديثه، بل يعتبر به، فإذا قالوا: متروك الحديث، أو: ذاهب الحديث، أو: كذاب، فلا يكتب حديثه (2).
قال عمر بن إبراهيم الهروي الزاهد: حدثنا الحسين بن أحمد الصفار، سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: وقع عندنا الغلاء، فأنفذ بعض أصدقائي حبوبا من أصبهان، فبعته بعشرين ألفا، وسألني أن أشتري له دارا عندنا، فإذا جاء ينزل فيها، فأنفقتها في الفقراء، وكتبت إليه: اشتريت لك بها قصرا في الجنة، فبعث يقول: رضيت، فاكتب على نفسك صكا، ففعلت، فأريت في المنام: قد وفينا بما ضمنت، ولا تعد لمثل هذا (3).
قال الإمام أبو الوليد الباجي: عبد الرحمن بن أبي حاتم ثقة حافظ.