سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ١٧٥
إلى أين يا أبا عبد الله؟ قال: إلى شجرة طوبى نجلو أبا بكر المروذي (1).
قال الخلال: المروذي أول أصحاب أبي عبد الله، وأورعهم. روى عن أبي عبد الله مسائل مشبعة كثيرة، وأغرب على أصحابه في دقاق المسائل وفي الورع، وهو الذي غمض أبا عبد الله وغسله، ولم يكن أبو عبد الله يقدم عليه أحدا.
توفي أبو بكر في جمادى الأولى سنة خمس وسبعين ومئتين.
وكان إماما في السنة، شديد الاتباع، له جلالة عجيبة ببغداد.
حدثنا إبراهيم بن إسماعيل القرشي (2) في كتابه، عن أسعد بن روح، وعائشة بنت معمر، قالا: أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء، أخبرنا أحمد بن محمود، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن دبيس ببغداد، حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج المروذي، حدثنا محمد بن أبي بكر البصري، حدثنا سلام، عن ثابت، عن أنس، قال: أوحى الله تعالى إلى يوسف: يا يوسف: من نجاك من القتل إذ هم إخوتك بقتلك؟ قال: أنت يا رب. قال: فمن نجاك من المرأة إذ هممت بها؟ قال: أنت. قال: فما بالك نسيتني، وذكرت مخلوقا؟ قال: يا رب! كلمة تكلم بها لساني، ووجب قلبي. قال: وعزتي لأخلدنك في السجن سنين.

(١) انظر: تاريخ بغداد: ٤ / 424 - 425. وفيه: " نلحق " بدلا من: " نجلو ".
(2) هو: إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن علوي، الشيخ أبو إسحاق القرشي الدمشقي المعروف بابن الدرجي، إمام المدرسة العزية قال عنه الذهبي في " مشيخته ":
خ: ق. 26: " ثقة مقرئ، خير، من بقايا الحنفية... وتوفي في صفر يوم قدومه من الحج بدمشق سنة إحدى وثمانين وستمئة، وله اثنان وثمانون عاما. "
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»