سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٣٦٦
قال الحاكم: ولعل متوهما يتوهم أن أبا الأزهر فيه لين لقول ابن خزيمة في مصنفاته: حدثنا أبو الأزهر، وكتبته من كتابه، وليس كما يتوهم، فإن أبان الأزهر، كف بصره في آخر عمره، وكان لا يحفظ حديثه، فربما قرئ عليه في الوقت بعد الوقت. فقيد أبو بكر بسماعاته منه بهذه الكلمة.
قال الحاكم: حدثنا أبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر، حدثنا أحمد بن الأزهر، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، قال: " نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب، فقال: " أنت سيد في الدنيا، سيد في الآخرة.
حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله.
فالويل لمن أبغضك بعدي " (1).
قال الحاكم: حدث به ابن الأزهر ببغداد في حياة أحمد وابن المديني وابن معين، فأنكره من أنكره، حتى تبين للجماعة أن أبا الأزهر برئ الساحة منه، فإن محله محل الصادقين.
وقد توبع عليه عن عبد الرزاق. فحدثني عبد الله بن سعد، حدثنا محمد بن حمدون، حدثنا محمد بن علي بن سفيان النجار، حدثنا عبد الرزاق فذكره. وسمعت أبا علي الحافظ، سمعت أحمد بن يحيى بن زهير يقول: لما حدث أبو الأزهر بحديثه عن عبد الرزاق في الفضائل، أخبر

(1) قال المؤلف في " الميزان " 2 / 613 بعد أن أورده: قلت مع كونه ليس بصحيح فمعناه صحيح سوى آخره، ففي النفس منها شئ وما اكتفى بها حتى زاد، وحبيبك حبيب الله، وبغيضك بغيض الله، فالويل لمن أبغضك " فالويل لمن أبغضه هذا لا ريب فيه، بل الويل لمن يغض منه، أو غض من رتبته، ولم يحبه كحب نظرائه أهل الشورى رضي الله عنهم أجمعين. قلت: وفي صحيح مسلم (78) عن علي رضي الله عنه قال: " والذي فلق الحبة وبرأ النسمة: إنه لعهد النبي الأمي إلي: انه لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق ".
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»